رجّي: لبنان يدخل حقبة جديدة

رجّي: لبنان يدخل حقبة جديدة

المصدر: صحيفة عكاظ
2 ايار 2025

ثمّن وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي في حديث إلى صحيفة “عكاظ” السعودية، الدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في دعم لبنان على المستويات كافة، مشيرًا إلى أن “المملكة كانت وما تزال صادقة تجاه الشعب اللبناني، وهي الدولة الأكثر موثوقية في دعم لبنان”.

وأكد رجّي أنّ ممارسات بعض الفرقاء والمسؤولين اللبنانيين في السابق أساءت إلى العلاقة مع الرياض، لكنه اعتبر أنّ لبنان دخل اليوم “حقبة جديدة”، مشيرًا إلى أن القيادة السعودية لمست هذا التغيير، ما دفعها إلى دعوة رئيس الجمهورية جوزاف عون في زيارة رسمية، تبعتها لقاءات إيجابية شملت رئيس الحكومة.

وفي ما يتعلّق بالعلاقات الثنائية، أوضح الوزير اللبناني أن أبرز الملفات المطروحة تشمل: عودة التبادل التجاري، رفع حظر سفر السعوديين إلى لبنان، واستئناف الاستثمارات السياحية، لافتًا إلى أن هذه العناوين كانت محل نقاش ووُعد الجانب اللبناني بـ”خير قريب”.

وفي سياق موازٍ، شدد رجّي على أن لبنان يعمل على استعادة سيادته الكاملة، من خلال الانسحاب الإسرائيلي الشامل من كل الأراضي اللبنانية، وترسيم الحدود مع سوريا وإسرائيل، وبسط سلطة الدولة من خلال حصر السلاح بيد الجيش اللبناني. وأشار إلى أن هذا المطلب “يصب في مصلحة اللبنانيين ويؤمن السلم والعدالة ويُمهّد للإصلاحات الاقتصادية”.

ورداً على سؤال عن الموقف الدولي، قال: “هناك تجاوب فرنسي وأميركي مع جهود لبنان لبسط سلطته والتخلّص من التنظيمات المسلحة الخارجة عن الدولة”.

وفي موقف لافت، عبّر رجّي عن ارتياحه لـ”سقوط نظام الأسد”، مشيرًا إلى أنّ الطغيان البعثي الأسدي دمّر كل المناطق والطوائف في لبنان ولم يترك حزبًا إلا وأدخله في الفتنة. وقال: “الانسحاب السوري من لبنان عام 2005 كان بمثابة عيد لنا، وغالبيّة اللبنانيين فرحوا بسقوط نظام الأسد، ولم يستحق الشعب السوري المعاناة التي واجهها بسببه”.

عن زيارته الأخيرة إلى دمشق، أكّد رجّي أن النظام السوري الجديد اعترف للمرة الأولى في تاريخه بسيادة لبنان واستقلاله، بعدما كانت سوريا، على مدى عقود، تعتبر لبنان جزءًا من أراضيها. وقال: “هذا الاعتراف نقطة تحوّل تاريخية”، مشددًا على أن التعامل مع النظام الجديد “ضرورة جغرافية وواقعية”، خصوصًا أن الدول الكبرى تتعاطى معه ببراغماتية.

وكشف رجّي عن لقاءاته في دمشق مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ومع الرئيس السوري أحمد الشرع، واصفًا الأخير بأنه “واقعي وذكي”، وأعرب عن نيته إقامة دولة قانون عادلة ومتساوية، مؤكدًا أن “الوعود التي سمعناها مشجعة، وننتظر ترجمتها ميدانيًا”.

وأوضح وزير الخارجية أن ترسيم الحدود وعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم شكّلا أولوية في المحادثات اللبنانية – السورية. وقال إن النقاشات تطرّقت أيضًا إلى ضرورة وقف الاشتباكات على الحدود، وتحقيق استقرار مشترك يخدم البلدين.