خاص- المصيبة جمعت أحزاب “الممانعة”… لكنّ جزين لا تخضع!

خاص- المصيبة جمعت أحزاب “الممانعة”… لكنّ جزين لا تخضع!

الكاتب: اسعد نمور | المصدر: Beirut24
6 ايار 2025

رغم الخلافات السياسية المتجذّرة والانقسامات التي لا تُعدّ ولا تُحصى، ورغم تاريخٍ من التناحر على النفوذ والمواقع، ها هم اليوم “يتوحدون” تحت عباءة واحدة. فبقدرة قادر، وتحت ضغطٍ مباشرٍ من حزب الله، اجتمعت أحزاب الممانعة في جزين في تحالف انتخابي بلدي أشبه بـ”زواج المصلحة”، عنوانه الوحيد إسقاط “القوات اللبنانية” ومواجهة العائلات والشباب المستقلين.

في جزين، حيث اعتادت الناس أن تُصوّت على قاعدة الانتماء البلدي لا الولاء السياسي، تسعى ماكينات الممانعة إلى السيطرة على القرار المحلي كما كانت في السنوات الماضية تسيطر على القرار الوطني، لا حبًا بالتنمية ولا حرصًا على الإنماء، بل بهدف تطويق أي نَفَس سياديّ أو معارض لـ”حزب الله” ومشروعه في قلب الجنوب المسيحي.

جزين، التي قاومت الوصاية، ودفعت ثمن تمسكها بالحرية، تتحوّل اليوم إلى ساحة مواجهة مفتوحة، تريدها منظومة الممانعة بؤرة طيّعة، وموقعًا إضافيًا في خارطة الهيمنة التي ترسمها على قياس مشروعها الكبير الذي تتدمّر أركانه يومًا تلو الآخر.

هذا التحالف الذي جمع ما لا يُجمع، لا يُبنى على برنامج إنمائي، ولا على رؤية موحدة لمصلحة المنطقة، بل على خطاب عدائي واحد وهو “كسر القوات اللبنانية وتحجيم دور العائلات، وإسكات الشباب المستقلين الذين يرفعون الصوت في وجه سطوة المحور الممانع”.

فمن “أمل” و”حزب الله” إلى “التيار الوطني الحر”، ومن بقايا اليسار المتأسرن إلى بعض الطفيليات الحزبية، الكلّ اصطفّ خلف قرار واحد اتُخذ في غرف القيادة في الضاحية الجنوبية يوعز بأنّ “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ضد كل من يرفض الخضوع”.

لكن أهالي جزين يعرفون الحقيقة. يعرفون أن من عجز عن إدارة البلاد ولم يحسن إدارة البلدية في الدورة السابقة لن يحسن ادارتها في هذه الدورة. وأن من سلّم السيادة، وفرّط بالمقدرات، وزرع الفساد، لا يمكن أن يكون مؤتمناً على قرنة من قرية أو بلدة أو مدينة. يعرفون أن من لم يحترم صوت الناس في الدولة، لن يحترمه في البلدية.

جزين اليوم أمام امتحان جديد. فإما أن ترفض وصاية الممانعة بصناديق الاقتراع، أو أن ترضخ لواقع مفروض بقوة الترهيب والتمويل والتسويات المظلمة.

لكن التاريخ علّمنا… جزين لا تخضع.