
عن طرابلس والبلديات… السياسيون يتثاءبون!
في مدينة الفيحاء ومينائها فرصة للتغيير، فهل تنجح المجالس البلدية وتُبصِر النور؟ يقول المراقبون في المدينة العريقة إنّها ما زالت تتحسّس نبض اللعبة السياسية انتظاراً لكلمة السرّ، أقلّه في عاصمة المدينة التي لم تنجح في نزع كلمة سرّ ومظلّة سياسية واضحة وعلنية، إلّا أنّها نجحت حتى الساعة في تثبيت لائحتَين اثنتَين، الأولى لائحة «رؤية طرابلس»، التي يترأسها عبد الحميد كريمة وتلقى دعم السياسيِّين، ولائحة «نسيج طرابلس»، التي يدعمها النائب إيهاب مطر والمجتمع المدني ويرأسها وائل زمرلي.
أمّا في الميناء، مدينة المَوج والأفق، فيبدو الجو أكثر جدّية، إذ تتصدّر اللائحة التوافقية «الميناء أولاً» صدارة المشهد البلدي في المدينة مع احتضانها لمجموعة شبابية مدعومة في الخفاء من السياسيِّين مجتمعين، ومن عائلات المدينة وبعض الشخصيات النافذة علناً، بالإضافة إلى بروز لائحة «الميناء منارة» التي تضمّ أيضاً عناصر جيّدة تُهدّد ربما بخرق محتمل للائحة الأساسية، ويدعمها أيضاً بعض المتموّلين في المدينة المدعومين أيضاً من أطراف سياسية، ليَصُحّ في لوائح طرابلس-الميناء «شعار المرحلة»: إذا ربحتَ فسيربح السياسيّون وإذا خسرتَ فستخسر بمفردك!
ميقاتي لـ”الجمهورية”: لم أتدخّل وسأنتخب الأسماء الأفضل
ويقول رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي لـ«الجمهورية»، إنّه سينتخب «الأسماء الأفضل»، مؤكّداً أنّه لم يتدخّل في تشكيل لوائح البلدية، لافتاً إلى أنّ «اللوائح في طرابلس والميناء تضمّ كفايات وأسماء يُشهَد لها»، وسيختار الأسماء «الأفضل لإنماء طرابلس وتطويرها» لإعطائها صَوته «على قاعدة الحفاظ على تمثيل مختلف مكوّنات المدينة لا سيما التمثيل المسيحي والعلوي، على أن تضمّ عناصر نسائية لتأكيد دور السيدات في المجتمع والمدينة». وشدّد ميقاتي على ضرورة اختيار الطرابلسيِّين الكفايات لإدارة الشأن البلدي ودفع عملية الإنماء بعيداً من التعطيل والخلافات وعلى ضرورة تكاتف كل القيادات الطرابلسية بعد الانتخابات لدعم المجلس البلدي ورفده بكل ما يساهم في تنمية المدينة.
درباس لـ«الجمهورية»: التثاؤب السياسي سابق ولاحق
في المقابل، كشف الوزير السابق رشيد درباس لـ«الجمهورية»، وهو ابن المدينة، أنّ السياسيِّين في المدينة اختاروا رؤساءً للبلديات وطلبوا منهم تشكيل لوائحهم ولم يتدخّلوا مباشرة في المعركة البلدية، وكأنّهم يترقبون وفي رأيه «هم يتثاءبون»، واصفاً حالتهم السابقة واللاحقة «بالتثاؤب السياسي»، بمعنى أنّ تدخّلهم في اللوائح البلدية جاء بنحوعَرَضي، فلم يختاروا الدخول في معارك طاحنة. وفي وقت يَعتبِر درباس أنّ السياسيِّين في المدينة هم فعلاً في حالة تثاؤب، يؤكّد أنّهم كذلك ليس فقط على صعيد الاستحقاق البلدي بل في كافة الاستحقاقات بسبب «عدم مطالبتهم الحكومة بتحقيق متطلبات أساسية للمدينة لتصبح مدينة حيَوية ومُنتِجة، وعدم ملاحقتهم لأبرز مطالبها وهي مجالس إدارة مرفأ طرابلس والمنطقة الاقتصادية الحرّة». ويتساءل: «ألا يستحق مرفأ طرابلس والمنطقة الاقتصادية الحرّة من وزراء المدينة ونوابها تعليق عملهم حتى تُملأ هذه الفراغات؟!».
ويتخوّف درباس من كثرة اللوائح في طرابلس التي في رأيه ستُنتِج «بلدية مرقطة يتقاتلون فيها فلا يُنتِجون». أمّا بالنسبة إلى برامج المرشحين التي نسمعها بحسب درباس فهي «ليست شافية، إذ إنّ المطلوب من هؤلاء برنامج متواضع قابل للتنفيذ»، عارضاً احتياجات طرابلس: دوريات آمنة على 24 ساعة لفترة من الزمن ليشعر المواطن بالأمان، تنظيم السير، إزالة المخالفات خصوصاً على كورنيش البحر، تحصيل الحق القانوني للمرافق المنتجة خصوصاً معرض طرابلس الذي تبلغ قيمته 5 مليارات دولار – أُنجِز له قانون لكنّ شرعيّته لم تكتمل بسبب عدم تعيين مجلس إدارة، كذلك الأمر بالنسبة إلى المنطقة الاقتصادية الخالصة التي لم يُعيَّن حتى الساعة مجلس إدارة لها أيضاً.
ويلفت درباس إلى أنّ «من هنا يجب أن تنطلق مشاريع مجالس البلدية قبل أن يُعلِن أعضاؤها عن ترشيحاتهم، وأن يتعهّدوا بالمطالبة في تنفيذ تلك المشاريع واستثمار تلك المرافق الغنية في مدينتهم، فينطلقون بثقة ويلقَوا تأييداً واسعاً من قِبل المواطنين». ويُشير درباس إلى شخصيّتَين مهمّتَين غُيّبتا عن هذا الاستحقاق وكان منصب رئاسة البلدية يليق بهما وهما: «السيد توفيق دبوسي رئيس غرفة الصناعة والتجارة والسيدة سارة الشريف (شقيقة خلدون الشريف) وهي مديرة جمعية «رواد التنمية في لبنان» منذ 2012».
بلدية الميناء
من الجدير ذكره أنّ عدد الجزر في المدينة يبلغ 17 جزيرة، وبرأي درباس، من غير المقبول أن لا تُستثمَر هذه الجزر لتبقى للأرانب والسلاحف فقط! فإذا كان هناك مجلس بلدي جاهز ولديه رؤية فستكون تلك المشاريع من أولى اهتماماته، عندها تكون فرصة انتخابات البلدية فرصة ممتازة لإنعاش المدينة وتَوطئة لشيء أهم وأكبر، وهو اللامركزية الإدارية الموسعة.
أمّا في ما يخصّ انتخابات بلدية الميناء، فيرى درباس أنّها جدّية أكثر من غيرها، وتحديداً في «لائحة الميناء أولاً» التي يرأسها فادي السيد، إذ يرى أنّها «جيدة وجدّيّة»، كاشفاً عن أنّه لن ينتخب جميع أعضائها على رغم من احترامه لهم، لأنّه كان يُفضّل دمج اللائحتَين الأساسيّتَين في مدينة الميناء، أي «الميناء أولاً» «والميناء منارة» في لائحة واحدة، لأنّهما تضمّان عناصر جيدة ممّا يُشكّل زخماً كبيراً لبلدية الميناء.
بلديات طرابلس
تجدر الإشارة إلى أنّ عدد اللوائح في طرابلس يبلغ 6، وتبدو لائحة «رؤية طرابلس» التي يرأسها عبد الحميد كريمة الأكثر جدّية، وهي مدعومة من النواب: فيصل كرامي، طه ناجي، كريم كبارة، وأشرف ريفي.
أمّا اللائحة الثانية «نسيج طرابلس» التي يترأسها وائل زمرلي، فيدعمها النائب إيهاب مطر وتضمّ أيضاً عناصر جيدة.
أمّا اللائحة الثالثة «حراس المدينة»، برئاسة الدكتور خالد تدمري، فتدعمها «الجماعة الإسلامية» و«الإسعاف الشعبي».
وتبقى 3 لوائح إضافية للمجتمع المدني لا دعم سياسياً لها، بل مباركة سياسية:
– لائحة «للفيحاء» التي تضمّ 15 عضواً برئاسة سامر دبليس.
– «سوى لإنقاذ طرابلس» تضمّ 20 عضواً برئاسة محمد المجذوب.
– «طرابلس عاصمة» برئاسة أحمد مصطفى ذوق تضمّ 23 عضواً.
وبحسب سياسي عتيق من أبناء المدينة «إنّ طرابلس ما زالت تبحث عن القائد التنمَوي الذي لم نره حتى الساعة وهنا تكمن المشكلة».