
الشمال المسيحي: السياسة والعائلات تتزاوج بلديّاً بلا عِقَدٍ
بعد أن افتتح جبل لبنان المعارك البلدية والاختيارية، تحطّ الجولة الثانية في محافظتي الشمال وعكّار. تتميّز المنطقة بتنوّعها السياسي والحزبي، لا سيما داخل المربّع المسيحي أي: البترون، الكورة، زغرتا وبشرّي، إذ لا يمكن فصل معاركها الانمائية والاجتماعية عن ديناميكياتها الحزبية المشبوكة بتاريخ لبنان السياسي، حيث شكّل الشمال المسيحي عصب الكيان وعَسكَرِهِ وفكره، حتى قيل إنّ مفاهيم الحريّة ونزعات الاستقلال والتحرّر، خرجت من بطون أوديته ومغاوره ومناسكه وجباله الشامخة ومدنه الساحلية العريقة، فاستحقّ لقب العرين وحافظ الهوية. وتحوّلت الأقضية الأربعة مرآة للسياسة اللبنانية وخزّاناً انتخابياً يعكس المزاج المسيحي العام.
يتكوّن لبنان الشمالي إداريّاً من محافظتين: الشمال وعكار، وفيها 154 بلدية موزّعة كالتالي: 5 في طرابلس، 31 في البترون، 12 في بشري، 32 في زغرتا، 37 في الكورة، و37 في المنية- الضنية، ويبلغ عدد أعضاء المجالس البلدية فيها 1761 عضواً. أما محافظة عكار فتضم 134 بلديةً، ويبلغ عدد أعضاء مجالسها 1590 عضواً. ويبلغ عدد الناخبين في مجمل شمال لبنان، وفق القوائم الانتخابية، حوالى 645,878 ناخباً.
بلديات تدخل النِزال للمرة الأولى
بعد انتخابات 2016، استحدثت تسع بلديات في أقضية الشمال من أصل 34 في كلّ لبنان، وهي: بنهران 9 أعضاء (قضاء الكورة)، كفرحورا 9 أعضاء (قضاء زغرتا)، راشكيدا 9 أعضاء، ونيحا 9 أعضاء في قضاء البترون. ذوق الحبالصة عكار 9 أعضاء، السماقية 12 عضواً، الكنيسة 9 أعضاء، كفرحرة 9 أعضاء، شير حميرين 9 أعضاء، وخربة الجرد 9 أعضاء في قضاء عكّار.
أما البلديات التي كانت منحلّة في الأقضية الشمالية، فتوزّعت كما يلي:
عكار: القرنة (15 عضواً)، حلبا (18 عضواً)، عدبل (12 عضواً)، جرمنايا والرامة (12 عضواً).
البترون: راسنحاش (12 عضواً)، كوبا (9 أعضاء)، جران (9 أعضاء)، بقسميا (9 أعضاء)، الهري (9 أعضاء).
بشرّي: برحليون (9 أعضاء) وطورزا (12 عضواً).
الكورة: برسا (9 أعضاء)، بتوراتيج (9 أعضاء)، زكرون (9 أعضاء)، اجد عبرين (9 أعضاء) وكفريا (12 عضواً).
في حين أن بلدية توال – أسلوت في قضاء زغرتا لم تجرِ فيها الانتخابات عام 2016.
التزكية تتمدّد شمالاً ولعكّار الحصة الكبرى
في قضاء بشري، فازت 7 بلديات من أصل 12 بالتزكية، وهي: طورزا، قنات، بقاعكفرا، حدث الجبّة، حصرون، حدشيت، بزعون.
زغرتا، بلغ عدد المرشحين للمقاعد البلدية 643 مرشحاً، فيما بلغ عدد المرشحين للمقاعد الاختيارية 156 مرشحاً. وقد فازت بلدات ايعال، كفرفو، وراسكيفا بالتزكية.
البترون، فازت بلديات بيت شلالا وراشكيدا المستحدثة ودوما حيث فازت زينالي أيوب برئاسة مجلسها، وبذلك تكون أوّل رئيسة بلدية في القضاء والشمال.
في الكورة، فازت بالتزكية 10 بلدات من أصل 36 هي: بكفتين، بشمزين، بصرما، بتعبورة، دارشمزين، عفصديق، بترومين، كوسبا، كفرصارون ورشدبين.
في عكّار، بلغ عدد المرشحين للمجالس البلدية 2561 مرشحاً، فيما بلغ عدد المرشحين على مراكز المخاتير 729 مرشحاً. وفازت 44 بلدية من أصل 134 بالتزكية.
السياسة حاضرة بقوّة
يُعتبر المربّع المسيحي الشمالي من أكثر المناطق المسيحية “تسيّساً”، فالعوامل الحزبية والعقائدية تُزاحم العائلية في الانتخابات البلدية، تتزاوج في أماكن وتفترق في أماكن أخرى، مردّ ذلك، إلى نسبة الوعي السياسي والتنوّع الحزبي والعقائدي في تلك الأقضية، رغم تجذّر العائلية لا سيما في جرودها. واللافت أيضاً أن القوى الحزبية الرئيسية المتباينة سياسيّاً حيث يأخذ صراعها في الانتخابات النيابية مداه الأوسع، لا يمنعها من تأليف لوائح بلدية واحدة، كمدينة البترون، وحامات على سبيل المثال، حيث يرى مراقبون أنّ الأخيرة، ستكون “أمّ المعارك” في الساحل البتروني. إلى ذلك، تشهد ديربلا، بقسمايا، شبطين، كفرعبيدا، عبرين وشكّا منافسات محمومة. في تنّورين (عاصمة القضاء)، يبدو أن حرارة المعركة منخفضة، نظراً لتحالف سياسيّ وعائلي منسجم ومتين. في زغرتا، تتركّز المنافسات بشكل أساسي في بلدات القضاء أكثر من بلدية زغرتا- إهدن. أما الكورة فتتجه الأنظار إلى أميون، دده، أنفه، كفرحزير، ودار بعشتار رشعين، علما ومزيارة، سبِعين وغيرها. أما بشرّي، فتشهد نزالاً في المدينة وبقرقاشا، بعد أن رست التزكية في 7 بلدات.