
خاص- وضّاح الصادق لموقعنا: نحضّر للانتخابات النيابيّة بمشروع سياسي على مستوى كلّ لبنان
مع أن عاماً ما زال يفصل عن موعد الانتخابات النيابية المقبلة، فإنّ التحضيرات الأوّلية بدأت، ولو ببطء، على مستوى الأحزاب والمستقلّين والقوى السياسيّة لدرس إمكانات التحالفات، في ضوء التغيّر الكبير الذي طرأ على التوازنات الداخلية، كنتيجة للتطوّرات الإقليمية التي أضعفت محور “الممانعة”، وأطاحت النظام الأسدي في سوريا.
كما انطلقت الورشة في مجلس النوّاب على مستوى اللجان للبحث في تحديث قانون الانتخاب واحتمالات تعديله، مع ما تحمله هذه الورشة من خلافات وإشكالات، قد تحول ربّما دون التوصّل إلى إصدار قانون جديد.
ومن بين القوى التي تتحضّر للانتخابات بمنظار جديد، تبرز القوى التغييريّة أو المستقلّون. فهؤلاء أصيبوا بانتكاسة كبيرة في الانتخابات البلدية الحالية، ربّما لم تكن متوقّعة بهذا الحجم. لذلك، تحرص هذه القوى وكذلك النوّاب التغييريّون، على إجراء مراجعة شاملة لكلّ الأداء السابق والتحالفات، لاكتشاف مكامن الخلل واستخراج العبر للانتخابات التشريعية.
ومن المعروف أنّ النوّاب ممثّلي الثورة، الذين وصلوا إلى الندوة البرلمانية، لم يتمكّنوا من الانخراط في كتلة نيابية واحدة، على رغم تشابه الخطّ السياسي بين الكثيرين منهم، الذين وقفوا في شكل عام في جانب المعارضة. ولكنّ اختلافات كثيرة حالت دون تجمّعهم سياسياً، ضمن تيّار أو ما يشبه توجّهاً سياسياً واقتصادياً منسجماً. لذلك، فإنّ القوى التغييريّة تحضّر للانتخابات النيابية، ضمن مجموعات مختلفة.
نستطلع اليوم ما تحضّر له كتلة “تحالف التغيير” المؤلّفة من النوّاب ميشال الدويهي ووضّاح الصادق ومارك ضوّ، وهل ستعلن مشروعاً سياسياً معيّناً، وكيف ستكون تحالفاتها.
وتحدث النائب الصادق إلى موقع beirut24 عن هذه الاستعدادات. وأعلن أن “اجتماعات بدأت منذ شهرين للتحضير للانتخابات النيابية، للانطلاق بمشروع سياسي على مستوى لبنان. وسيكون هناك مرشّحون على مستوى كلّ الأقضية تحت شعار الدولة”.
وإذ أكّد أنّ “انتخاب الرئيس جوزف عون ثم تسمية رئيس الحكومة نوّاف سلام جعلت التغييرييّن، أو من يمثّلهم على الاقلّ، ينتقلون عمليّاً من مرحلة المعارضة بهدف التغيير، إلى مرحلة بناء الدولة”.
وقال النائب الصادق إنّه “يعتبر نفسه مع القوى التي يمثّلها، مقرّباً من العهد. وهم سيعدّون مشروعاً يحيط بالعهد ويدعمه، ويساهم في تحقيق ما سعت إليه قوى التغيير، من الإصلاح ومحاربة الفساد، إلى تطبيق القوانين وتعديل بعضها، وصولاً إلى بناء الدولة وإعادة السلطة إلى القضاء وتطبيق المحاسبة.”
وعلى مستوى الانتخابات النيابية في بيروت، أعلن الصادق أنّ “التحضير جارٍ لتشكيل لائحة من المستقلّين بالكامل. وقد بدأ التفكير في بعض الأسماء، التي ستشمل بعضاً ممّن كانوا على اللائحة في الانتخابات السابقة من غير النوّاب، وبعضاً آخر ممّن لهم حضور معروف على الساحة البيروتية.” ولكن، “ما زلنا في البداية ولم نصل إلى مكان متقدّم بعد، سواء بالنسبة إلى تشكيل اللائحة أو إلى التحالفات”.
والسؤال هو هل سيتمكّن التغييريون هذه المرّة من التوحّد حول مشروع، بما يجعل منهم كتلة متماسكة في المجلس المقبل، أو أنّ صيغة التحالفات ستتغيّر؟ المؤشّرات توحي بوصول مجموعات من التغييريين في الانتخابات المقبلة، ربّما تكون مستقلّة أو متحالفة مع أحزاب معيّنة. وإذا استندنا إلى نتائج الانتخابات البلدية، نلاحظ تراجعاً لقوى الثورة، في مقابل تقدّم الحضور الحزبي. وسنشهد في المجلس المقبل خليطاً من تحالف الأحزاب والمستقلّين، يكون مرتبطاً أكثر بالمشروع السياسي منه بمجرّد الرفض للسلطة الموجودة، لأنّ كلّ شيء تغيّر، والحكم الحالي هو الذي طالبت به الثورة أو بما يشبهه. ولكن على الحكم الجديد أن يكمل الطريق نحو تحرير البلد من السلاح غير الشرعي وإتمام الإصلاحات، مخافة أن يُحبَط التغييريون ويعودوا إلى المعارضة من جديد