
هل تؤثّر العروض الخارجية على مستقبل الدوري اللبناني لكرة السلة؟
تتزايد الأخبار حول اهتمام أندية عربية وآسيوية بعدد من نجوم الدوري اللبناني لكرة السلة، بعد تألقهم محليًا وقاريًا. أسماء مثل وائل عرقجي وغيرهم أصبحت على رادار فرق تبحث عن لاعبين جاهزين وصاحبَي تأثير فوري، ما يفتح باب التساؤل حول مدى تأثير هذا الاهتمام الخارجي على استقرار الدوري المحلي وتوازنه.
ورغم أن الأندية اللبنانية حافظت على مستوى مالي جيد في السنوات الماضية، إلا أن بعض العروض الخارجية قد تكون أعلى من الناحية المادية، ما قد يُغري بعض اللاعبين بخوض تجربة جديدة خارج البلاد. في هذه الحالة، قد تُضطر الأندية المحلية إلى رفع سقف الرواتب أو إيجاد طرق أخرى للمحافظة على نجومها وضمان استمرارية المنافسة.
من جهة أخرى، يُشكّل الدوري الياباني محطة جذّابة جديدة، خصوصًا بعد احتسابه اللاعب اللبناني كلاعب محلي. هذا التعديل التنظيمي قد يفتح الباب أمام احتراف عدد من الأسماء اللبنانية، كما بدأ فعليًا مع توقيع كريم عز الدين، ما يعكس اتساع الخيارات أمام اللاعبين خارج الإطار التقليدي للبطولات الإقليمية.
أما على المستوى العربي، فالاهتمام باللاعب اللبناني يتزايد من عدة جهات، خاصة مع تطوّر بعض الدوريات الخليجية والمغاربية. هذا الحراك يضع الأندية اللبنانية أمام تحدٍّ مباشر: إما المنافسة بعروض مقنعة وإطار تنظيمي جذّاب، أو التعويض بتطوير المواهب الصاعدة وبناء استراتيجيات طويلة الأمد.
ومن الإنصاف الإشارة إلى أن هذا الانتشار اللبناني في الخارج يُعدّ بحد ذاته إنجازًا يُحسب لكرة السلة اللبنانية، ويعكس القيمة الفنية التي بات يتمتع بها اللاعب المحلي، والاهتمام الذي نجح الاتحاد اللبناني في بنائه حول اللعبة ككل. كما أن العمل المستمر على مستوى الفئات العمرية والأكاديميات يُظهر رؤية مستقبلية تهدف إلى ضمان استمرارية النجاح وتوسيع قاعدة اللاعبين المحترفين.
في النهاية، كل هذه المعطيات تفتح باب النقاش، لكنها لا تعني بالضرورة خطرًا مباشرًا على مستقبل الدوري. بوجود اتحاد نشط وواعٍ أثبت قدرته في السنوات الأخيرة على إدارة اللعبة بفعالية، تبقى الثقة حاضرة في الحفاظ على زخم كرة السلة اللبنانية ومكانتها كالأولى شعبيًا وتنظيميًا في البلد.