
خاص- بسام ضو: المنطقة دخلت مرحلة جديدة… وعلى لبنان التنبه لتداعياتها
دخلت المنطقة مرحلة جديدة بعد ان قرر الرئيس الاميركي دونالد ترامب تنفيذ مشروعه بعدما منح النظام الإيراني ما يُسمّى “مهلة” للجلوس إلى طاولة التفاوض.
فماذا بعد الضربة العسكرية الإسرائيلية؟ وما سيكون وقعها على الشرق الأوسط عمومًا وعلى لبنان خصوصًا؟
كل هذه الأسئلة طرحناها على الكاتب والباحث السياسي بسام ضو، الذي أكد في مستهل حديثه أنّ “مسار المفاوضات بحسب مصادر دبلوماسية يواجه عائقًا أساسيًا خاصةً مع اقتراب انتهاء المهلة.
فالمشكلة تكمن في أن الإيرانيين يطالبون بأمور غير مقبولة دوليًا، ولا يبدون بمستوى تحدي المجتمع الدولي برمّته”.
وأضاف: “إيران تتجاهل التحذيرات المتكررة من المجتمع الدولي وتُمعن في التصعيد بدل التراجع ما يعكس نواياها الواضحة في مواصلة التخصيب النووي وهو أمر مرفوض ليس فقط من الولايات المتحدة وإسرائيل، بل من معظم دول العالم.
التحدي الإيراني ينقصه الوعي بعواقبه، وكأنّ طهران لم تتعلم من تجاربها السابقة أو من فشل محاولاتها السيطرة على بعض المناطق عبر تسليح ميليشيات أصولية متطرّفة”.
وتابع ضو: “ما وصل إلينا كمركز دراسات، عبر القنوات الدبلوماسية، هو أنّ أي اتفاق لا توافق عليه إسرائيل يُعتبر فعليًا بحكم الميت و الضغوطات على الإدارة الأميركية من قبل اللوبي الإسرائيلي جدّية جدًا، وإقفال ملف المفاوضات بات احتمالاً واقعيًا.
لذا من المرجّح أن نشهد مواجهات محدودة في المرحلة المقبلة، في ظل عجز النظام الإيراني وأذرعه عن التحرّك الميداني. لقد آن الأوان لوقف الاستعراضات والبهورات”.
وأشار ضو إلى أن “أي ضربة بهذا الحجم لا يمكن أن تتم إلا بتنسيق أممي وعربي مسبق، على الرغم من تعارضها مع أصول العلاقات الدبلوماسية وفق القانون الدولي.”
و تابع ضو أن “مثل هذه العملية لا تُنفّذ إلا بعد تخطيط دقيق، وبمواكبة دولية مدروسة. فالنظام الإيراني بلغ مرحلة تجاوز فيها كل الخطوط الحمراء، وبات من الضروري أن يتحرك المجتمع الدولي بهذا الشكل، ومنح الضوء الأخضر لإسرائيل للقيام بالعملية”.
وعن تداعيات الضربة على لبنان قال ضو: “من الطبيعي أن تترتّب كلفة على إيران، وعلى المجتمع الدولي، وحتى على إسرائيل نتيجة عملية كهذه. كما أن لبنان لن يكون بمنأى عن التبعات، في حال لم تُدرك السلطة القائمة خطورة أي انزلاق قد يسبّبه حزب الله إذا قرّر مجددًا إقحام لبنان في حروب عبثية”.
وأضاف: “إسرائيل اليوم تعيش تحت ضغط أمني واقتصادي كبير بسبب خطورة الأوضاع الإقليمية. لذا، عملية بهذا الحجم لا يمكن أن تتم إلا إذا كانت مضمونة النتائج، وإلا فهي باهظة الثمن ولن تُنفّذ”.
واكد ضو انه : “صحيح أن لدينا اليوم رئيسًا للجمهورية ورئيسًا للحكومة ضمن إطار خطاب القسم والبيان الوزاري، إلا أن الوضع السياسي العام لا يزال متأثرًا بأجواء السنوات الماضية. وهناك ترقّب لما سيؤول إليه الوضع، خصوصًا مع تداول وسائل الإعلام منذ صباح اليوم لخبر منسوب إلى القيادة السياسية، يَمنع أي عمل قد يُهدد السلم الأهلي والقومي في لبنان”.
وأضاف: “من الواضح أن السلطات السياسية مدركة لما يجري في المنطقة، وتعي تداعياته، إلا أن أدائها الوطني والقومي لا يزال يعتريه الكثير من الالتباس بين الأقوال في البيانات والمواقف على الأرض. المطلوب اليوم وعي سياسي عالٍ، والتفاف حول المؤسسات الشرعية المدنية والعسكرية، وتطبيق القوانين دون أعذار”.
وختم ضو، عبر موقعنا، متمنيًا على السلطة السياسية، وبصفته البحثية، أن تُدرك حجم المخاطر المحدقة، وتسارع إلى اتخاذ خطوات إصلاحية، بدءًا من التخلص من سطوة السلاح غير الشرعي، وصولًا إلى إعادة تنظيم المؤسسات الدستورية والشرعية…
على امل أن يُعيد النظام السياسي النظر في التشكيلة الحكومية، من خلال تحصين بعض الوزارات عبر ضمّ مستشارين أو إجراء تعديل وزاري عاجل، لأنّ البلاد لم تعد تحتمل استمرار الأداء القائم. الرأي العام المحلي والدولي بات في حالة تململ واضحة من هذا الأداء، ولقد آن الأوان للمكاشفة واتخاذ القرار الصائب. ونأمل أن يُنظر إلى هذه الملاحظة بعين الانفتاح، ليُبنى عليها ما يقتضيه الواجب الوطني”.