
مخاوف من انتهاء «الحياد» بانخراط «الحزب» في حال دخول أميركا الحرب
رَسَّمَ لبنان الرسمي، أولَ موقفٍ عَلَني بإزاء أي محاولةٍ من «حزب الله» لتوريط البلاد في الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، في انعكاسٍ لحجم المَخاطِر المترتِّبة على أيّ اقتيادٍ للوطن الصغير إلى «فوهةِ النار» الأكثر التهاباً في المنطقة أو إلحاقٍ له بفصولها الأعتى.
وجاء كلامُ رئيسيْ الجمهورية العماد جوزاف عون والحكومة نواف سلام في مستهلِّ جلسة مجلس الوزراء على الموجةِ نفسها في ما خص التحذير الضمني لـ «حزب الله»، من دون تسميته، من زَجِّ لبنان في تسونامي الدم والدمار المرشّح للمزيد من جولاتِ التطاحُن فوق خطوطِ دفاعٍ تمّ «مَحوُها» وحوّلت سماءَ إيران «أجواء مفتوحة» للطيران الإسرائيلي وخُطَطِ هجومٍ مازالت تخبئ مفاجآتٍ من طهران لتل أبيب.
فخلال الجلسة الوزارية، شدّد عون على «أنّ علينا أن نفعل المستحيل لإبعاد لبنان عمّا يحصل من صراعات لا دور لنا فيها ولا شأن»، معرباً عن أمله في ألا يؤثّر الوضع الإقليمي على الفرص المتاحة أمام لبنان.
وإذ أكد «دقة الوضع في المنطقة»، منوّهاً «بمواقف الفعاليات اللبنانية كافة للمحافظة على الاستقرار، ولا سيما مع بداية موسم صيف واعد»، أعرب عن أسفه «لإقفال مطار بيروت من وقت إلى آخر نتيجة الظروف الأمنية»، مشيراً إلى «الجهود التي يبذلها وزير الأشغال لمعالجة أوضاع الطيران»، ومشدداً على «أن المرحلة تتطلب قرارات استثنائية لمواجهة الظروف الاستثنائية».
وفي الإطار نفسه، أكد سلام «ضرورة الحؤول دون توريط لبنان في أي شكل بالحرب الدائرة لما يترتّب علينا من تداعيات لا علاقة لنا بها»، موضحاً أنه«طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وضع المقررات بخصوص السلاح الفلسطيني (داخل المخيمات) موضع التنفيذ»، ولافتاً إلى أنه«لم يحدد أي موعد رسمي بشأن تسليم السلاح»الذي كان من المفترض أن تبدأ جولته الأولى اليوم من 3 مخيمات في بيروت.
وتَرافَقَ هذا الموقف الرسمي الذي يؤشّر إلى حَجْمِ تَهَيُّبِ اللحظة البالغة الدقة مع تقارير متزايدة عن تحذيراتٍ دولية تَبَلَّغَها لبنان من أن تل أبيب لن تَرحم«بلاد الأرز»في حال إطلاق ولو صاروخٍ واحدٍ على إسرائيل وأن الردّ هذه المرة سيكون قاسياً وعنيفاً وربما لن يوفّر الدولة وبنيتها التحتية، وسط اعتبار مصادر مطلعة أن بيروت أمامها فسحة زمنية من«الحياد»عن الحريق الكبير في المنطقة – ما لم تباغتها الدولة العبرية بضربة استباقية – أقله في انتظارِ تَبَلْوُر موازين الميدان المشتعل أكثر، وفي ظلّ اقتناعٍ بأنّ الدخول الأميركي على خط الحرب قد يكون العنصر الكاسِر لنأي حزب الله التكتي عن رفْد إيران بصواريخ المشاغَلة في إسنادٍ لن يجرّ لبنان إلا إلى الكارثة.
وفي هذا الوقت، تضاربت المعلومات عن زيارة«المبعوث الأميركي إلى سوريا السفير لدى تركيا توم باراك لبيروت، حيث تحدّثت تقارير عن إرجاء محطته اللبنانية، في مقابل أخرى أشارت إلى أنه يرتقب أن يصل خلال الساعات الـ 48 المقبلة»، لافتةً إلى أن تطورات المنطقة زادت من أهمية محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين الذين يفترض أن يسمعوا عن قُرب المقاربة الأميركية لما يجري في المنطقة والمآلات المحتملة للحرب الإسرائيلية – الإيرانية مع حضّ مكرَّر على الإسراع في سحْب سلاح «حزب الله».
ودعت المصادر المطلعة، إلى أخْذ العِبرة من مَعاني نقل «نموذج» الدعوات الإسرائيلية لإخلاء مربعات في الضاحية الجنوبية لبيروت خصوصاً إلى قلب طهران، بالتوازي مع انتقال عنوان نزْع السلاح (البالستي والنووي كبرنامج) ليشمل إيران، مع تأكيد المؤكّد لجهة أن نتائج حرب لبنان الثالثة هي التي فتحت الطريق أمام «دومينو» الضربات لمحور الممانعة وصولاً إلى الجمهورية الاسلامية نفسها.