ضربة أميركية محسوبة وردٌّ إيراني “مضبوط”… الساحات تتأهّب وقلق من إقحام لبنان؟

ضربة أميركية محسوبة وردٌّ إيراني “مضبوط”… الساحات تتأهّب وقلق من إقحام لبنان؟

الكاتب: ابراهيم حيدر | المصدر: النهار
23 حزيران 2025

حدثت الضربة الأميركية الأولى واستهدفت موقع فوردو النووي المحصّن للتخصيب، بما يعني انخراطاً أميركياً في الحرب ضد إيران. لكن هذه الضربات التي شنت بعد نقل الجيش الأميركي طائرات بي 52 إلى المحيط الهندي كانت موجهة للبرنامج النووي حصراً، ولم تأخذ طابع حرب شاملة ضد النظام، وهو ما سربته وسائل إعلام أميركية بأنها عملية منفردة، وأن إدارة ترامب رفضت خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي.

بيد أن هذا التصعيد وإن كان وفق مسؤولين أميركيين ليس بداية لحرب تهدف إلى إسقاط النظام في طهران، قد يشعل البارود في المنطقة، خصوصاً مع تراجع التحرك الديبلوماسي لإنتاج تسوية تفتح الطريق لإيجاد حل للصراع.
باتت الأجواء المحيطة بإيران على صفيح ساخن، مع احتمال رد إيراني منضبط أيضاً ضد الأميركيين في مياه الخليج، إلا إذا قررت واشنطن توسيع التدخل ضد النظام مباشرة، ما قد يدفع الإيرانيين إلى إشعال ساحات الإقليم، أو عمليات الإشغال، مع استمرار إطلاق الصواريخ الإيرانية على إسرائيل. ولذا يبقى الجنوب اللبناني ودور “حزب الله” فيها ساحة احتياط على تماس مباشر مع إسرائيل. فوسط التصعيد ضد إيران، لا تزال إسرائيل تنفذ عمليات واستهدافات مباشرة ضد كوادر من الحزب. وفي الوقت الذي تبلغ لبنان تحذيرات دولية من أي تدخل لـ”حزب الله”، الذي يبدو أنه يتعمد سياسة الغموض، يشدد الموقف اللبناني الرسمي على رفض أي انخراط في الحرب.

غير أن الاخطار صارت أكبر بعد الضربات الأميركية لإيران، لكنها لم تصل بالنسبة إلى “حزب الله” إلى اللحظة الحرجة المتعلقة برأس النظام أو اغتيال المرشد الأعلى.

بدا “حزب الله” رغم غموضه وكأنه يتأهب للتدخل لمساندة إيران، لكن في حالة اغتيال المرشد الأعلى. حتى بيان الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الأخير، بأن الحزب ليس على الحياد ويقرر ما يراه مناسباً، فإنه يرتبط بالتهديد بالاغتيال، نظراً لتبعية “حزب الله” لمرجعية ولي الفقيه، أما تدخله، فيعني أن المحور بأكمله بقيادة إيران وصل إلى حالة صعبة جداً وأصيب في مقتل. ويحمل بيان قاسم أوجها عدة، إذ أنه في العمق يشير إلى أنه لم يعد يملك القوة اللازمة للتأثير في المعركة. وفي الواقع وفق ما تنقله المصادر أن الحزب غير جاهز للتدخل في الحرب، حيث جاء بيان قاسم بمثابة إعلان انكفاء، لانكشافه أمام السيطرة الإسرائيلية.

وفي كل الاحتمالات تقول المصادر الديبلوماسية أن إسرائيل ستستمر باعتداءاتها على لبنان، وهي مستمرة في حربها على “حزب الله”، وقد توسعها في حال تمكنت مع تدخل أميركي من حسم المعركة مع إيران، وأيضاً في حالة عدم حسمها ستسعى إلى انهاء ما تسميه الأذرع الإيرانية.