
إتّفاقيّة بين سوريا وإسرائيل تلوح في الأفق
نقلت القناة الـ”12″ الإسرائيلية عن مصادر سورية قولها إنَّه “من المتوقع أن تُبنى العلاقات بين سوريا وإسرائيل تدريجياً، فيما من المُحتمل أن يُرسى أساسها بحلول نهاية العام 2025”.
وذكرت المصادر، وفق القناة، أنَّ الضغط الأميركي المكثف، بقيادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتغيرات الجيوسياسية في المنطقة تُتيح فرصة سانحة، لكن المطالبة بالتنازلات من جميع الأطراف تُشير إلى أن الطريق إلى ذلك لا يزال مليئاً بالألغام.
ويشير أحد المسؤولين السوريين المعنيين بالملف إلى أنَّ “الخطوة الأولى، على ما يبدو، هي توقيع اتفاقية أمنية وعسكرية تتضمن التزاماً باحترام اتفاقية فصل القوات لعام 1974 بين
إسرائيل وسوريا”، وأضاف: “في الخطوة الثانية فقط، يُتوقع بدء محادثات حول مستقبل مرتفعات الجولان، مع استعداد سوري واضح للمرونة”.
وأضاف: “يُظهر الرئيس السوري أحمد الشرع انفتاحاً استثنائياً تجاه السلام مع إسرائيل، وهو يسعى جاهداً للتوصل إلى اتفاق، كما عبّر عن ذلك في لقاءاته مع الرئيس ترامب والمبعوث الأميركي إلى سوريا، توم باراك. إلا أن هذا السلام لن يتحقق إلا في ظل اتفاق إقليمي واسع النطاق، ودون تلبية المطالب”.
وأشار المصدر السوري إلى أن “اتفاقية السلام مع سوريا قد تُدخل إسرائيل مرحلة جديدة في علاقاتها مع دول المنطقة، لأن سوريا إحدى الدول المُحيطة بإسرائيل”. وأضاف: “قد يفتح السلام مع دمشق الباب أمام اتفاقيات إضافية”.
وأكد أن “على الحكومة الإسرائيلية أن تدرك الأهمية الاستراتيجية لاتفاقية السلام مع سوريا، وأن تُظهر مرونة”، وأضاف: “لا يمكن لأي اتفاق أن يستمر دون تنازلات من جميع الأطراف، ولكي يكون مستقراً ومتوازناً، يجب تنفيذه على مراحل”.
ويُتابع: “سيُطلب من إسرائيل الانسحاب من جميع المناطق التي احتلتها بعد سقوط بشار الأسد، ووقف هجماتها على الأراضي السورية. إضافةً إلى ذلك، يجب الاعتراف بوحدة سوريا، وعدم التدخل في شؤون الدروز والعلويين والأكراد، وعدم تهديد حكم الشرع، الذي يحتاج، بحسب أنصاره، إلى وقت لتفكيك نفوذ الجماعات المسلحة”.
ويؤكد أنه “بدون وجود ترتيبات مناسبة تسمح للنظام السوري بتوسيع حكمه في الجنوب وإقناع الرأي العام المحلي، فإن أي اتفاق يتم التوصل إليه بالقوة، دون احترام حقوق السوريين، قد يؤدي إلى الإطاحة بالنظام الجديد ويشكل خطراً حقيقياً على حياة الرئيس”.
من ناحيته، قال مصدر آخر من دمشق مطلع على الأمر في حديث عبر القناة: “يرى ترامب والمبعوث الأميركي أن سوريا تتجه نحو مرحلة جديدة، وهناك ضغط أميركي حقيقي، حتى على إسرائيل، لإعادة النظر في مواقفها. يضغط ترامب على نتنياهو وحكومته لإبرام اتفاقية سلام مع سوريا، لأنها ستعود بالنفع على الطرفين – السوريين والإسرائيليين على حد سواء، وبالتأكيد سيكون ترامب مسروراً، لأن هذه دولة جديدة ستنضم إلى اتفاقيات إبراهام”.
ويضيف المصدر المطلع عن كثب على حكومة الجولاني إنَّ “ما تقوله إسرائيل في الإعلام يختلف عما تفعله فعلياً خلف الكواليس، أي أنها على تواصل مع حكومة أحمد الشرع للتوصل إلى اتفاق سلام”.
وذكر أنّ “ترامب يضغط على الجانبين لإنهاء الخلافات حول مرتفعات الجولان”، لكنه قال: “لا يوجد حالياً أي نقاش جدي حول مرتفعات الجولان، وستبقى في حالة مؤقتة – أي منطقة منزوعة السلاح – من دون التوصل إلى تفاهم نهائي بشأنها”.
وأشار إلى أن “المسألة ستبقى عالقة لبعض الوقت، لكن السلام بين الجانبين ممكن في المستقبل – العلاقات الاقتصادية والسياسية وحرية التنقل وكل ما هو ضروري. كل شيء سيتقدم ببطء، ومن الممكن أن يحدث شيء ما بحلول نهاية العام، وأن تكون هناك بداية لهذه المسألة”.