
مداهمة في الضاحية الجنوبية: خلية إرهابية أم شبكة تجسّس؟
التعامل مع إسرائيل؟
هذا الأمر أثار ريبة شباب الحي، ما دفعهم إلى إجباره على حذف الصور من هاتفه المحمول، خشية استخدامها في أي عمل أمني. ومنذ تلك اللحظة، بدأت الشبهات تدور حوله، خصوصًا مع تداول فرضيات حول احتمال استخدام الصور لصالح الموساد أو جهات استخباراتية إسرائيلية.
وبناءً على هذه المعطيات، داهمت قوة من الأمن العام منزل الشبان، وصادرت الأجهزة الإلكترونية التي كانت بحوزتهم للتحقّق من مدى دقة المعلومات.
وبحسب مصدر أمني متابع للملف، قال لـ”المدن”: “إن الأجهزة الخلوية المضبوطة كانت متطوّرة، وتشبه تلك التي تُستخدم في التواصل مع العدو الإسرائيلي. وبعد تفريغ محتوى الهواتف، تبيّن وجود صور لهم وهم يحملون أسلحة، فبرروا الأمر للمحققين بأن الصور قديمة والتُقطت في سوريا”.
كما عُثر على صور مخلة للآداب، وعدد كبير من الرموز (كودات) الأجنبية، إضافة إلى اتصالات مع أشخاص خارج الأراضي اللبنانية. وتعمل الأجهزة الأمنية حاليًا على التحقق من مصدر هذه الاتصالات، كما يخضع الشبان للتحقيق للتثبت من هوياتهم، وطبيعة عملهم في لبنان، والأرقام المخزّنة على هواتفهم.
وأكدت المصادر الأمنية أنه لم يُحسم بعد ما إذا كانت هذه المجموعة تنتمي إلى تنظيم “داعش”، أو كانت تتحضّر لتنفيذ عملية تخريبية في الضاحية الجنوبية تزامنًا مع ذكرى عاشوراء.
لذلك، تستمر التحقيقات، ويجري العمل على تفريغ محتويات الهواتف ومراقبة الأرقام التي تم التواصل معها. وفي حال ثبوت أي شبهة جدية، سيتم تحويل الملف إلى المحكمة العسكرية.
ورغم ذلك، لم تستبعد المصادر فرضية وجود ارتباط بجهات استخباراتية إسرائيلية، لا سيما في ظل وجود أعداد كبيرة من الأرقام الأجنبية ضمن الهواتف.
واعتبر المصدر الأمني أن ما تم تداوله صباح اليوم عن تفكيك خلية تابعة لداعش كانت تُعدّ لتنفيذ تفجيرات في الضاحية الجنوبية، بالقرب من المضائف والتجمعات السكنية، “مبالغ فيه ويهدف إلى إثارة الذعر بين السكان”.
وأكد أن التحقيقات لا تزال جارية، خصوصاً بشأن الصور الملتقطة للمضيف العاشورائي، والأسباب التي دفعت الشاب إلى توثيقها بتلك الطريقة.
تكثيف الإجراءات الأمنية
وتخضع الضاحية الجنوبية لسلسلة من الإجراءات الأمنية المشددة منذ اليوم الأول لإحياء ذكرى عاشوراء، بإشراف قيادات من حزب الله وحركة أمل، وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية، وتحديدًا مخابرات الجيش التي عززت تواجدها عند مداخل الضاحية. كما تنتشر العناصر الأمنية في مختلف شوارع المنطقة لتفتيش السيارات وضبط الأمن، تحسّبًا لأي عمل أمني، وحرصًا على سلامة المشاركين في المجالس الحسينية.