خطوات ثقيلة وبطيئة تغلف الردّ الإيجابي اللبناني على «الورقة الأميركية»

خطوات ثقيلة وبطيئة تغلف الردّ الإيجابي اللبناني على «الورقة الأميركية»

المصدر: الانباء الكويتية
6 تموز 2025

على وقع إيقاع «الخطوة – خطوة» التي أطلقت تسميتها على ورقة المبعوث الأميركي توماس باراك العائد إلى بيرو الاثنين، يأتي الجواب اللبناني مغلفا بالإيجابية دون سواها كرد على الورقة.

«خطوات ثقيلة وبطيئة، لكنها إيجابية من جانب الحزب الذي يستمع أركانه إلى النصائح والتحذيرات من العواقب، أكثر مما كانت عليه الأمور عشية الحرب الإسرائيلية الكبرى نهاية الصيف وبداية الخريف الماضيين»، بحسب نائب يتواصل مع الجميع. وقال: «في المقابل تهتم القيادة السياسية اللبنانية بتوفير ضمانات غربية وتحديدا أميركية، لملاقاة الخطوات اللبنانية الإيجابية، وفي طليعتها تأمين الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة، في ضوء حصول الاحتلال بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024 حيز التنفيذ».

مطالب القيادة السياسية اللبنانية، صيغت في الرد اللبناني على ورقة باراك، وفيها تشديد على تحقيق ما لم يحصل من الجانب الإسرائيلي في اتفاق وقف إطلاق النار، وما لم تلتزم به إسرائيل على الرغم من إطلاق يدها في الورقة الملحقة بالاتفاق، والتي قيل إنها تلقتها من الجانب الأميركي. وفي معلومات خاصة

بـ «الأنباء» ان مسؤولين أميركيين ودوليين عدة ركزوا في محادثاتهم مع أقطاب لبنانيين بينهم نواب ومستشارون لمراجع رسمية، على ضرورة ما سموه وقف إنتاج الأسلحة وتصنيع المسيرات في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت. وانطلق هؤلاء من ما نسبوه إلى معلومات استخباراتية متقدمة، حول ورش تصنيع تقع في أسفل عدد من المباني السكنية. واعتبروا ان جعل الضاحية الجنوبية منزوعة السلاح، لا يقل أهمية عن المنطقة العازلة التي فرضتها إسرائيل بالنار في عدد من بلدات الحافة الحدودية المتقدمة، والتي غابت فيها معالم الحياة، جراء تدمير المنازل والطرقات والبنى التحتية من شبكات ماء وكهرباء وهاتف.

ونقل نائب يتحرك على خطوط عدة عن المبعوث الأميركي توماس باراك، تكراره القول «في كل مرة أتحدث وإياه هاتفيا أو التقيه مباشرة، يبادرني قائلا: في هذا الوقت يعملون على تصنيع المسيرات في الضاحية الجنوبية».

ولا يخفي مستشار مرجع لبناني رسمي كبير لـ «الأنباء»، قلقه «من التركيز على الضاحية الجنوبية في مطالب المبعوثين الغربيين، لجعلها خارج السيطرة العسكرية للحزب». وكشف العمل على «مبادرة تأتي من الحزب بالبدء بتسليم سلاحه وإزالة ما أطلق عليه اسم المربعات الأمنية، والتخلي عن مناطق أمنية مقفلة». وتابع: «هذه الأمور تتطلب نقاشا عميقا والوقت داهم، والتهديدات الإسرائيلية وفقا لما ينقله مسؤولون غربيون جدية، ولا تقل خطورة عن تلك التي وجهت قبل أيام من توسيع إسرائيل حربها على لبنان في 20 سبتمبر الماضي».

وكانت مفاوضات التسوية الخاصة بتسليم سلاح «الحزب» والانسحاب الإسرائيلي دخلت ساعاتها الأخيرة والحاسمة، قبل وصول الموفد الأميركي توماس باراك إلى بيروت عبر باريس، حيث أجرى مشاورات مع المسؤولين الفرنسيين تناولت الشأن اللبناني. وقالت مصادر مطلعة لـ «الأنباء»: «التنسيق الاميركي مع فرنسا الشريك الدولي في الملف اللبناني، وتحرك سفراء اللجنة الخماسية الدولية بعد غياب، مترافقة مع زيارة الموفد السعودي صاحب السمو الأمير يزيد بن فرحان أعطيا أشارات واضحة ان اتخاذ القرار قد حان موعده، وعلى المسؤولين في لبنان التقاط هذه الإشارات ودفع الأمور نحو الحل بدلا من الغرق في التفاصيل والنقاش من أجل النقاش، خصوصا ان الظروف الإقليمية والدولية والوضع اللبناني لا يحتملان أي مراوحة».

وأشارت المصادر «إلى ان النقاش حول السلاح في العلن يوازيه نقاش أكثر جدية بعيدا من الأضواء حول الضمانات، وفي مقدم هذه المطالب هو فك الحصار السياسي والاقتصادي عن الحزب وإيجاد البدائل عن مؤسساته المالية الموضوعة على القائمة السوداء، وكذلك مصير عشرات آلاف من عناصره وعائلات الذين فقدوا في الحرب على مدى عقود والجرحى، إلى تقديم الضمانات لإعادة إعمار ما هدمته الحرب وخصوصا في المناطق الحدودية بعيدا من الكيديات».

وأشارت المصادر إلى ان المطلوب البدء أولا بالانسحاب الإسرائيلي من المواقع الخمسة التي لا يزال يحتلها الجيش الإسرائيلي، ومن ثم يبدأ التنفيذ خطوة مقابل خطوة، بإطلاق الأسرى ووقف الاعتداءات وصولا إلى بدء عملية الإعمار من دون أي تأخير ضمن فترة زمنية ممكنة وعدم المماطلة فيها لسنوات.