خاص- بالفيديو والصور- أرواحٌ على عجلتين والموت مجاني!

خاص- بالفيديو والصور- أرواحٌ على عجلتين والموت مجاني!

الكاتب: أسعد نمّور | المصدر: Beirut24
9 تموز 2025

في كل صباح، يعلو هدير الدراجات النارية في شوارع بيروت وضواحيها، حاملاً وراءه مشهدًا مألوفًا لكنه ثقيل: شاب في مقتبل العمر، بلا خوذة، يناور بين السيارات، مسرعًا نحو عمله أو رزقه، فيما احتمالات النجاة من يوم عادي على الطرقات تتضاءل.

بحسب الأرقام المتوفرة حتى تموز ٢٠٢٥، سُجلت ٣٧٠ حالة وفاة نتيجة حوادث مرورية في لبنان، فيما تُقدّر نسبة لا تقل عن ٢٠ إلى ٣٠ بالمئة منها ناتجة عن حوادث دراجات نارية. أي أننا نتحدث عن ٧٠ إلى ١١٠ شاباً وشابة فقدوا حياتهم على الطريق، في أقل من سبعة أشهر.

ورغم هذا الرقم الصادم، لا شيء يتحرّك.

لا خطط فعلية، لا قوانين مطبّقة، ولا حتى حملات توعية جدية. يبدو وكأن الموت على الدراجة بات تفصيلاً يوميًا، بلا وقع، بلا أثر، بلا أحد يسأل لماذا.

في مدن مكتظة، بنقل عام خجول، ومع انهيار قدرة الناس على تحمّل كلفة السيارات، أصبحت الدراجة النارية الوسيلة الوحيدة للحركة والعمل. لكنها أيضًا وسيلة للموت المجاني.

كثير من الشبان يقودون بلا رخصة، بلا تأمين، بلا حماية. الشوارع نفسها لا تملك أدنى معايير السلامة. والإشارات المرورية – حين توجد – لا تُحترم.

المؤسف أن هذا الواقع لم يَعُد استثناءً. العائلات التي فقدت أبناءها على الطريق لم تَعُد تتفاجأ. لا أحد ينتظر تحقيقًا أو مساءلة. الموت بات طبيعيًا. وكأن الدولة، بكل مؤسساتها، سلّمت بالأمر الواقع.

وفي غياب أي تنظيم حقيقي، تنتشر على الطرقات ظاهرة الحركات البهلوانية الخطيرة التي ينفّذها مراهقون وشباب بالدراجات النارية، في مشاهد شبه يومية لا تجد من يردعها.

“الويلي” و”الدريفت” و”الركوب على عجلة واحدة” باتت جزءًا من المشهد الليلي في الأحياء المكتظة، وسط تجاهل تام من القوى الأمنية وغياب تام لأي توعية أو مساءلة.

وغالبًا ما تنتهي هذه المغامرات بإصابات خطيرة أو وفيات.

وهنا فيديو لشاب عائد من الصلاة في نفق سليم سلام نعرضه لكم كما نُشر على مواقع التواصل الإجتماعي:

وفيما تتحوّل الدراجات إلى وسيلة النجاة اليومية من أزمة النقل والانهيار الاقتصادي، تتحوّل في المقابل إلى مصيدة موت مفتوحة على كل الاحتمالات.

أسبوعًا بعد أسبوع، تُسجّل البلاد حوادث قاتلة تشهد على هذا الواقع. ففي ٣ تموز الجاري، وقعت مأساة على جادة إميل لحود – الأشرفية، حيث صدمت سيارة من نوع مرسيدس G-Class، مسرعة، دراجة نارية كان على متنها زوجان من التابعية السورية. فارقا الحياة على الفور، فيما فرّ السائق من مكان الحادث. لاحقًا، تم ضبط السيارة وتحديد هوية السائق الذي سلّم نفسه وتم توقيفه.

بعد أيام، وفي فجر السادس من تموز، شهد أوتوستراد الناعمة حادثًا مروّعًا صدمت خلاله سيارة مسرعة ثلاث دراجات نارية. أدّى ذلك إلى وفاة شقيقين من بلدة برجا – “ع.ج.” و”أ.ج.”، فيما أصيب شاب ثالث بجروح، وفقًا لما أفادت به جمعية اليازا.

في المقابل، لا بلدية تتحرّك، ولا جمعية تُتابع. لا حتى إحصاءات رسمية تفصيلية توضح حجم الكارثة أو توجّه النقاش نحو حلول. مجرد رقم إجمالي كل بضعة أشهر، ثم صمت.

كل حادثة تُسجَّل وتنتهي. لا أحد يسأل من أين تبدأ المشكلة، ولا كيف يمكن إنهاؤها. لا قضاء يلاحق، ولا مؤسسات تحمي، ولا مجتمع يطالب

السؤال البسيط: إلى متى؟

وإذا كان شباب البلد يموتون على الأرصفة، فمن يملك ترف الصمت؟