
العمّال الكردستاني يبدأ نزع سلاحه
بدأ مقاتلو حزب العمال الكردستاني، اليوم الجمعة، تسليم أسلحتهم في مراسم أقيمت بمدينة السليمانية شمالي العراق، في خطوة رمزية تُعدّ الأولى ضمن مسار نزع السلاح الذي أُعلن عنه مؤخرًا، تمهيدًا لإنهاء تمرد استمر عقودًا ضد الدولة التركية.
وكشف مصدر خاص لـ”سكاي نيوز عربية” أن أولى عمليات التسليم جرت داخل كهف في منطقة سورداش شمال غربي السليمانية، حيث سلّم العشرات من مقاتلي الحزب، إلى جانب أحد القادة، أسلحتهم، بحضور جهات محلية ودولية.
ويأتي هذا التحول بعد إعلان حزب العمال الكردستاني في أيار الماضي عن قراره حلّ نفسه وإنهاء العمل المسلح، استجابةً لدعوة علنية من زعيمه المسجون عبد الله أوجلان، الذي دعا إلى تسوية سياسية شاملة للمسألة الكردية في تركيا.
وبحسب مصادر مطلعة، من المتوقع أن يتم تدمير الأسلحة لاحقًا في مراسم رسمية ثانية تحضرها شخصيات من الاستخبارات التركية والعراقية، إضافة إلى مسؤولين من حكومة إقليم كردستان وممثلين عن حزب المساواة والديمقراطية للشعوب المؤيد للأكراد، الذي كان له دور محوري في تسهيل مسار نزع السلاح.
وفي تسجيل مصوّر نادر نُشر الأربعاء، دعا أوجلان البرلمان التركي إلى تشكيل لجنة مستقلة للإشراف على العملية، مؤكدًا ضرورة توفير ضمانات قانونية وآليات واضحة تُمكّن مقاتلي الحزب من التحول إلى العمل السياسي الديمقراطي.
من جانبها، أعلنت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان أنها لن تسمح لأي جهة بتخريب هذه الخطوة، فيما وصف أردوغان الخطوة المرتقبة بـ”بشارة تاريخية سارة” سيزفّها إلى الشعب التركي قريبًا.
بدوره، قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية، عمر جليك، إن الحكومة تعتبر أن فترة نزع السلاح يجب ألا تتجاوز بضعة أشهر، لتفادي أي محاولات استفزازية قد تعيق العملية.
ويمثل هذا المسار فرصة جديدة لإنهاء نزاع دام منذ عام 1984، وأودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص، وأثقل كاهل الاقتصاد التركي، وترك جراحًا سياسية واجتماعية عميقة داخل تركيا وفي المنطقة.