قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو عاد من واشنطن محمّلاً بمكاسب عديدة، أهمها أنه لا يزال يحظى بدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رغم عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وعلى الرغم من التوقعات المتفائلة من المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين بأن هذا الأسبوع قد يُحقق تقدماً في المفاوضات، فإن نتنياهو لم يعد إلى إسرائيل خالي الوفاض تماماً، فقد حظي بـ “رضا” ترامب في زيارته الثالثة إلى البيت الأبيض هذا العام، وفق الصحيفة.
وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي عدة اجتماعات رفيعة المستوى في البيت الأبيض، وقدم ترشيحاً لترامب لجائزة نوبل للسلام، واستقبل اقتراحات من الرئيس الأميركي والمبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بإمكانية تحقيق السلام في غضون أسبوع.
ولكن مع انتهاء زيارة نتنياهو، لم يتم التوصل إلى نتائج واضحة، فقد أجّل ويتكوف زيارته إلى الدوحة يوم الثلاثاء، إذ اتضح أن المفاوضات لم تصل إلى مرحلة تُمكّنها من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وفي حين كرّر نتنياهو تأكيده إمكانية الإعلان عن وقف إطلاق النار خلال أيام، ظلّ التوصل إلى اتفاق لإحلال السلام لأكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة بعيد المنال.
ورأت “الغارديان” أن نتنياهو خلال الزيارة “أدار علاقته مع ترامب من خلال تأكيدات بارزة بأنه يسعى إلى السلام في غزة، مع الحفاظ على الوضع الراهن الذي قال أعضاء في ائتلافه اليميني، بمن فيهم الوزيران سموتريتش وإيتامار بن غفير، إنه أفضل من اتفاق سلام”.وبالنسبة لنتنياهو، أنتجت الرحلة صوراً عززت المزاعم الإسرائيلية بأنه “لا يوجد خلاف” بينه وبين ترامب، وجاءت في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، قراراً بفرض عقوبات على فرانشيسكا ألبانيز، خبيرة الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بسبب حثها المحكمة الجنائية الدولية على التحقيق مع مسؤولين إسرائيليين وشركات أمريكية بشأن حرب غزة.
وبدا أن إحباط ترامب من نتنياهو بلغ ذروته قبل أكثر من شهر، بينما كان الرئيس الأميركي يسعى للتفاوض على هدنة بين إيران وإسرائيل، اللتين كانتا تتبادلان الضربات الجوية وقصف الصواريخ في سعي إسرائيل لتفكيك البرنامج النووي الإيراني.
وقال في حديقة البيت الأبيض: “لست راضياً عن إسرائيل. لدينا دولتان تتقاتلان منذ فترة طويلة وبشدة لدرجة أنهما لا تعرفان ما تفعلانه”.
وأعاد ذلك إلى الأذهان تصريحات روبرت غيتس، وزير الدفاع الأميركي الأسبق، حول الصعوبات التي واجهتها إدارات البيت الأبيض المتعاقبة في إدارة حليف في المنطقة يتمتع أيضًا بنفوذ سياسي كبير في الولايات المتحدة.
وقال غيتس: “كل رئيس عملت معه، في مرحلة ما من رئاسته، كان يشعر بغضب شديد من الإسرائيليين لدرجة أنه لم يستطع الكلام”.
لكن الانفصال الكامل عن الولايات المتحدة كان سيُشكّل كارثة لنتنياهو، الذي يُدير ائتلافه المعقّد، والذي استُهدف في تحقيقٍ داخليّ في قضايا فساد، تأجّل مجددًا نتيجةً لسفره الدولي.
وبعد الضربات المشتركة ضد إيران، حرص رئيس الوزراء الإسرائيلي على إظهار تناغم الرجلين، مع منح إدارة ترامب فرصةً لإظهار سعيها نحو السلام في غزة.وقال إليوت أبرامز، الزميل البارز في دراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن، إن إدارة ترامب سعت، كما فعلت خلال وقف إطلاق النار الأول القصير، إلى “الضغط على إسرائيل مباشرة” من خلال مناقشات مع نتنياهو ومساعده الرئيسي، رون ديرمر، و”محاولة الضغط على حماس، في الغالب من خلال القطريين، عند إجراء هذه المحادثات في الدوحة”.
وأضاف: “ليس من الواضح ما إذا كان هذا الضغط فعّالاً”.