أي أبعاد للكلام الأميركي على “السلاح الثقيل” المطلوب من “الحزب”؟

أي أبعاد للكلام الأميركي على “السلاح الثقيل” المطلوب من “الحزب”؟

الكاتب: ابراهيم بيرم | المصدر: النهار
16 تموز 2025

الأحدث في الضغوط الأميركية على لبنان لإجبار “حزب الله ” على تسليم ما تبقى من سلاح لديه، والذي تجسدت محطته الأولى في الرسالة الأميركية التي نقلها موفد إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى المسؤولين في بيروت توم براك، والتي وجد الرد اللبناني عليها جاهزا قبيل أيام، تجلى في الرد الأميركي على الرد اللبناني.

واللافت أن هذا الرد كان في رسالة أوصلتها السفارة الأميركية في بيروت إلى من يعنيهم الأمر في لبنان، ولم ينقلها براك. والعنصر المثير في الرد الأميركي هو أن واشنطن تطلب من السلطات المعنية في لبنان بكل حزم ووضوح تحديد مهملة زمنية لجمع سلاح الحزب، على أن تكون نهايتها القصوى نهاية السنة الجارية.

والعنصر الأكثر إثارة، هو كلام براك بعد ساعات على تسليم الرد الأميركي، فعدّ ذلك استدراكاً لما انطوت عليه تلك الرسالة، وقد قال فيه إن المطلوب من الحزب تسليم السلاح الثقيل “الذي يهم إسرائيل ويهدد أمنها”، وإن لم يتحقق هذا الطلب، فإن البديل قد يكون انزلاق لبنان إلى مربع الحرب الأهلية التي اكتوى اللبنانيون بنارها سابقاً.

وعليه، يبرز السؤال: ماذا يعني الأميركي عندما يتحدث تحديدا عن السلاح الثقيل المطلوب من الحزب تسليمه؟

عند الخبير في القضايا الإستراتيجية العميد المتقاعد الياس فرحات قرءاة لأبعاد الطلب الأميركي. يقول: “ليست المرة الأولى نسمع أن ما يهم واشنطن تجريد الحزب منه هو السلاح الثقيل وليس المتوسط أو الخفيف، فهذه دعوة يطلقها الأميركي تارة جهارا وتارة تسريباً، وفي تقديرنا أن المقصود بالسلاح الثقيل هو ترسانة الصواريخ الثقيلة بنوعيها الدقيقة والباليستية المتطورة ومصانع المسيرات”.

والمعلوم، يستطرد فرحات، “أن تل أبيب تحدثت مرارا عن وجود مصانع من هذا النوع في الضاحية الجنوبية، وقد شنت أكثر من غارة على مناطق في الضاحية تحت هذا العنوان، وطلبت عبر “اليونيفيل” من الجيش اللبناني الكشف عن أبنية بعينها من أجل التأكد مما تدعيه”.

ويضيف: “لاحظنا في الآونة الأخيرة أن الكلام الإسرائيلي على تلك المصانع قد تراجع واختفى، وظل التركيز على ترسانة الصواريخ بعينها. ويبدو أن الأميركي تبنى الرواية الإسرائيلية بناء على قاعدة بيانات تزعم أن الحزب ما زال يمتلك تلك الترسانة التي استخدمها الحزب في حرب الإسناد”.

وردا على سؤال، يجيب فرحات: “مع أن الإسرائيلي زعم في معرض التباهي بإنجازاته الميدانية أن هجماته وإغاراته قد أفقدت الحزب نحو 80 في المئة من ترسانته الصاروخية الثقيلة، فقد عاد الأميركي إلى تجديد الحديث عن ترسانة سليمة وخطيرة ما زالت في حوزة الحزب “.

وهل يكتفي الإسرائيلي والأميركي بتسليم هذه الترسانة الصاروخية على فرض أن الحزب قد أجبر على ذلك؟

يقول: “ما استوقفني في الكلام الأميركي هو الحديث عن مهلة الخمسة أشهر لتسليم تلك الترسانة، فهي قد تكون في العمق جزءا من التوجه الأميركي لإعادة ترسيم جديدة للوضع في الإقليم، ما يعني إعادة النظر في التفاهمات والحدود السابقة في هذا الشأن، وربما في طيات هذا الكلام ثمة رهان على نتائج المفاوضات المرتقبة بين واشنطن وطهران.

وفي كل الأحوال، الصورة النهائية للأوضاع في الإقليم لم تستقر بعد، خصوصا أن ثمة لاعبا جديدا قد أقحم للتو في عمق اللعبة الإقليمية المتحولة وكلف القيام بأدوار ، وهم حكام سوريا الجدد”.