ال”حزب” يخشى تهجير شيعة الجنوب: نخوض حرباً وجودية أبعد من السياسة

ال”حزب” يخشى تهجير شيعة الجنوب: نخوض حرباً وجودية أبعد من السياسة

الكاتب: رضوان عقيل | المصدر: النهار
17 تموز 2025

لا تقلل نخب شيعية من خطورة ارتكابات جماعات سورية محسوبة على النظام الجديد في دمشق

تتداخل الأحداث بين لبنان وسوريا في ضوء التبدلات السياسية والعسكرية في الإقليم، في لحظة الضغوط الإسرائيلية وبدعم لا محدود من الإدارة الأميركية العاملة على ترسيم قواعد جديدة لوجه المنطقة. تزامناً، لا يتزحزح “حزب الله” عن تأكيده التمسك بسلاحه رغم كل الضربات التي تلقاها في الحرب المفتوحة عليه وعلى لبنان.

أمام شريط كل هذه الوقائع، من سوريا إلى آخر نقطة حدودية في الجنوب، تناقش دوائر الحزب هذه المعطيات على الأرض وتقرأ كل السيناريوات، ومنها الأكثر خطورة وسوداوية، وهي تنفيذ إسرائيل ومن يدعمها تهجير الشيعة من الجنوب، على قاعدة أن إسرائيل لن تقبل بنزع سلاح الحزب فقط، بل تريد إبعاد هذا المكون عن حدودها. ويستند الحزب هنا إلى تقارير غربية صدرت في هذا المجال عام 2006. وفي المناسبة، سبق لوليد جنبلاط أن حذر من هذا المخطط في حديث إلى “النهار” في 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، مشيرا إلى الخشية من مشروع تهجير شيعة جبل عامل إلى العراق، “وهو قديم – جديد منذ أيام الانتداب، ولا تزال هذه الأفكار قائمة”.
لا يغيب الأمر عن هواجس الحزب ونخب شيعية، فيما لا يظهر الرئيس نبيه بري حجم هذه التهديدات، وإن كان لا يقلل من أخطارها. ويعترف قيادي في الحزب بهذا “الخوف الشيعي”، مشيرا إلى “ما عمل عليه بنيامين نتنياهو بدعم من جهات غربية على طرد أبناء غزة وتحويل أرضهم بدعم أميركي إلى “ريفييرا”، فما الذي يمنع إسرائيل من تنفيذ هذا المشروع وإقامة “ريفييرا” في الجنوب وطرد أهله من بلداتهم؟”
لا يريد الحزب المبالغة في هذه التحذيرات وكأنه يقول بطريقة غير مباشرة إنه لن يتخلى عن سلاحه، وهو يستند إلى إشارات عكسها الموفد توم برّاك في حديثه عن عودة لبنان إلى “بلاد الشام”، ولو من الزاوية السياسية، و”تلزيمه” لسلطات أحمد الشرع الذي يلقى كل هذا الدعم من الأميركيين والإسرائيليين، إضافة إلى الرعاية التي يحظى بها من أكثر من دولة في المنطقة، وخصوصا من تركيا التي ما زال الحنين يسكنها إلى أيام العثمانية، مع التوقف عند تهجير تسعين في المئة من شيعة سوريا والتضييق المتواصل على العلويين والدروز، “ولولا التدخل الإسرائيلي الذي لا نؤيده لأقدمت الجماعات المسلحة في دمشق على ارتكاب مجازر أكثر في السويداء”.
في غضون ذلك، لا تقلل نخب شيعية، ولا سيما تلك التي تتلاقى مع الحزب، من خطورة ارتكابات جماعات سورية محسوبة على النظام الجديد في دمشق. ويرد الحزب بأنه “رغم هذه العواصف من إسرائيل وسوريا فإن الشيعة لن يستسلموا، وسيقاتلون، وهم لا يشككون في الجيش ووطنية جنوده وضباطه، لكنه لا يمتلك الحد الأدنى من القدرات العسكرية المطلوبة”.
لذا يدعو الحزب إلى “مزيد من التنبه للتهديدات الإسرائيلية، وهي لا تستهدف الشيعة فحسب، أما بالنسبة إلى هذا المكون فهو يخوض حربا وجودية، والمسألة أبعد من خيارات سياسية”.