
ابتعدت عن روسيا.. لمن لجأت إيران من أجل السلاح؟
في ظل استمرار التوترات الإقليمية وتصاعد هشاشة الأجواء الإيرانية بعد الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل، بدأت طهران بإعادة ترتيب أولوياتها العسكرية، متجهة نحو الصين لتعزيز قدراتها الدفاعية، في ظل تراجع قدرة روسيا، حليفها الاستراتيجي التقليدي، على تزويدها بالسلاح بسبب الحرب في أوكرانيا والقيود الجيوسياسية المفروضة عليها.
وكشف تقرير لمجلة “نيوزويك” أن الصين باتت مرشحة رئيسية لتزويد إيران بأسلحة متقدمة، تساعدها في استعادة قوة الردع، مشيراً إلى أن التعاون بين البلدين قد يشهد تطوراً ملحوظاً في المرحلة المقبلة، خاصة في مجالات الدفاع الجوي والطائرات المقاتلة.
وأوضحت هونغدا فان، الباحثة في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شنغهاي، أن الدفاع الجوي يمثل أولوية ملحة لإيران، مؤكدة أن الصين أحرزت تقدماً كبيراً في تطوير طائرات مقاتلة مثل “تشنغدو جيه-10″، التي أثبتت فعاليتها مؤخراً في صراع قصير بين باكستان والهند.
ورغم التقارب المتزايد، يواجه التعاون العسكري بين بكين وطهران عدة عقبات، أبرزها اختلاف الرؤى السياسية؛ إذ ترى بعض النخب الإيرانية بلادهم مركزاً محورياً في العالم، ما قد يؤثر على مسار العلاقات الخارجية، على عكس النموذج القائم بين الصين وباكستان.
ورغم اعتماد الصين على النفط الإيراني واستعدادها لتوسيع مجالات التعاون، لا تزال بكين تتعامل بحذر في ملفات الشرق الأوسط، مكتفية حتى الآن بتدريبات عسكرية مشتركة أجريت في الغالب بمشاركة روسيا.
ويبدو أن التحولات الجارية في النظام الدولي تُهيّئ الأرضية لتحالفات جديدة، قد تعيد رسم خريطة التوازنات العسكرية في المنطقة، مع احتمال تعميق الشراكة بين بكين وطهران، خاصة إذا أعادت الأخيرة النظر في سياساتها الخارجية.