
بالصور- أين تعتقل إسرائيل أسرى الحزب من قوّة الرضوان؟
كشف الإعلام العبري عن جناح يُسمّى “راكيفت” في سجن “أيالون”، تحتجز فيه السلطات الإسرائيلية عناصر من “حماس” و”حزب الله” في ظروف مروّعة، وهو موجود تحت الأرض ومحاط بكاميرات مراقبة متقدّمة، وسط تدابير أمنية صارمة.
ونشرت هيئة البث الإسرائيلية “كان” مقابلة مع مدير القسم الذي تحتجز فيه إسرائيل مقاتلي النخبة والكوماندوز البحري في القسام، ومقاتلي حزب الله-قوّة الرضوان، داخل سجن “أيالون- الرملة”.
يقع القسم تحت الأرض، ويحمل اسم “רקפת”، وهو عبارة عن خزنة صلبة من الإسمنت. وضعت في الغرف لافتات كبيرة، كُتب عليها “غزة الجديدة”، تظهر التدمير الواسع الذي أحدثته الحرب في القطاع، وشعارات إسرائيلية انتقامية أخرى عديدة.
ويضمّ جناح “راكيفت” في سجن أيالون، أخطر السجناء لدى مصلحة السجون العشرات من عناصر النخبة وقوات الكوماندوز البحرية التابعة لحماس، بالإضافة إلى عناصر قوة الرضوان الذين اعتُقلوا خلال مداهمات الجيش الإسرائيلي في لبنان.
ويُلقي التقرير نظرةً على جدران المبنى تحت الأرض، ويُجري حواراتٍ مع المسؤولين عن الحراسة و المراقبة على مدار الساعة. بني الجناح على شكل قبوٍ خرسانيٍّ مُغلق. وتم تركيب كاميرات ذكية في كلّ زنزانة، قادرة على تتبع ومراقبة كل تفاصيل تحركات السجناء.
أول جناح من نوعه
وقال قائد الجناح لقناة كان عن العمل في المجمع الذي افتُتح في أيلول/سبتمبر من العام الماضي: “يضم هذا الجناح سجناء شاركوا في هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وفيه أصعب السجناء. معظمهم ينتمون إلى كتائب النخبة التابعة لحماس. يُعرّف الجناح عملياً بأنه جناح تكتيكي. وهو أول جناح من نوعه في مصلحة السجون، وهو يخضع حالياً لتجربة. كل من يعمل في هذا الجناح يعمل من دون اسم: أي يحمل بطاقة اسم عملية ورقماً”.
وأضاف المسؤول عن الجناح: “جميع العاملين في هذا الجناح خضعوا لتدريب خاص، معظمه نفسي، لمعرفة كيفية التعامل مع التحديات. في كل يوم، وفي مرات عديدة من اليوم، نواجه معضلة ما، وتحدياً ما، علينا أن نفكّر في كيفية التعامل معه. ظروف احتجاز الإرهابيين في أدنى مستوياتها، وهذا يتوافق مع القانون الدولي”.
يُحتجز السجناء في زنازين على مدار الساعة، باستثناء ساعة واحدة يُسمح لهم فيها بالخروج إلى الفناء، وهو غرفة صغيرة محصنة بجدران خرسانية، يتسلل منها ضوء النهار من خلال القضبان. أمام أعين السجناء، على الحائط، صورة كبيرة لغزة المدمرة.
لا يغادر السجناء الجناح إطلاقاً
لا يغادر السجناء الجناح إطلاقاً. قال قائد الجناح: “عندما يحتاجون إلى مقابلة محامٍ، أو طبيب، كل شيء هنا، لا مفر. هذا صحيح، نحن أيضاً في القبو. لا يغادر السجين هذا القبو على مدار الساعة، إنه هنا فقط. كل ما عليه القيام به -سواء أكانت زيارة محامٍ، أو زيارة طبيب، أو جلسة استماع قانونية- يتم هنا، في الجناح. هذه هي الشروط التي يتلقاها السجين، وفقاً للقانون الدولي”.
عندما يدخل الحراس الجناح، يُطرق باب الزنزانة مرتين، وتكون الرسالة واضحة: يجلس السجناء فوراً، منحنين، وأيديهم خلف ظهورهم ووجوههم نحو الأرض حتى تُغلق الفتحة. لا أحد يكلمهم. خلال ساعة واحدة خارج الزنزانة، يتعين عليهم الاستحمام لمدة سبع دقائق، وتنظيف زنزانتهم، والمشي في الفناء الخرساني. لا يُسمح لهم بالتحدث مع بعضهم البعض. يُقدم الطعام ثلاث مرات يومياً.
يُطلب من الحراس الحفاظ على ضبط النفس والهدوء.
أشار مدير الجناح: “نحن نعرف كيف ننتقل إلى الاحتراف. بمجرد أن نخطو هنا، نعرف ما يجب علينا فعله، ونقوم بذلك بأعلى مستوى من الاحتراف، ونبذل قصارى جهدنا لتجنب أي نوع من العواطف تجاه هذه القضية. صحيح أن الأمر ليس سهلاً، ولكنه تدريب خضناه قبل افتتاح الجناح”.
وأضاف: “لقد قمنا بإعداد نفسي لجميع المقاتلين هنا. حتى عندما نحتاج إلى مساعدة، سواء أكانت دعماً مهنياً أم نفسياً، فإننا نتلقى ذلك. يرافقنا متخصصون باستمرار، ولا مشكلة في ذلك، فنحن نعرف كيف نواجه أي تحدٍ”