أبراج مراقبة بريطانيّة جنوب لبنان قد تهدّد إسرائيل

أبراج مراقبة بريطانيّة جنوب لبنان قد تهدّد إسرائيل

24 تموز 2025

نشرَ معهدُ “ألما” الإسرائيليّ للدراسات الأمنيّة تقريرًا جديدًا تحدّث فيه عن إمكانيّة إنشاء أبراج مراقبة بريطانيّة جديدة في جنوب لبنان قد يستخدمها “حزب الله” ضدّ إسرائيل فيما بعد. وذكر التقرير أنّه، على مدى العقد الماضي، كانت المملكة المتحدة، بمساعدة الولايات المتحدة الأميركيّة، وراء مشروع تمويل وتزويد أبراج المراقبة على طول الحدود الشماليّة والشرقيّة بين لبنان وسوريا، المعروف باسم مشروع “الحدود المشتركة”.

وتحدّث التقرير عن نشر نحو 40 برجًا من هذا النوع على طول الحدود اللّبنانيّة ـ السّوريّة، الممتدّة لنحو 250 كيلومترًا، وأضاف: “يستخدم الجيش اللبنانيّ هذه الأبراج، والغرض منها هو المساعدة في منع التهريب. وفي إطار هذا المشروع، زُوّد الجيش اللبناني أيضًا بمعدّات مراقبة واتصالات متطوّرة، بما في ذلك أجهزة مراقبة ليلية ونهارية متقدّمة وكاميرات. كذلك شاركت وكالة الحدّ من التهديدات الدفاعية (DTRA) التابعة لوزارة الدفاع الأميركية في المشروع”.

وتابع: “من المُرجّح جدًّا أنّ بعض هذه الوسائل التي زُوّد بها الجيش اللبنانيّ خلال العقد الماضي، بغرض تأمين الحدود مع سوريا، قد تسرّبت إلى أيدي حزب الله في السنوات الّتي سبقت الحرب، واستخدمها في أنشطته ضد إسرائيل”.

وأضاف: “بحسب تقارير مختلفة، ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ يوم 27 تشرين الثاني 2024، عرضت المملكة المتحدة تمويل وتزويد أبراج مماثلة، مزوّدة بأنظمة مراقبة وتصوير، لنشرها على طول الحدود مع إسرائيل واستخدامها من قِبل الجيش اللبناني لتنفيذ مهمّته بموجب القرار 1701. إن نشر أبراج جديدة على طول الحدود مع إسرائيل، مجهّزة بأنظمة مراقبة واتصالات متطوّرة، من شأنه أن يضرّ بأمن إسرائيل، وسيسمح لحزب الله باستغلال البنية التحتية المنشورة لأغراضه الخاصة، ولا يمكن أن يشكّل بديلًا فعّالًا للوجود المادي الحالي لإسرائيل في المناطق الخمس المجاورة للحدود”.

وأكمل: “قبل الحرب، كانت أبراج اليونيفيل تتميّز بلونها الأبيض، وأبراج الجيش اللبناني بلونها الأسود. وُضعت هذه الأبراج على طول الحدود مع إسرائيل في مناطق محدّدة، ولم تكن مؤمّنة بشكل دائم. ومن حين إلى آخر، كان يمكن رؤية جنود اليونيفيل والجيش اللبناني على هذه الأبراج. غير أنّ طرفًا آخر استخدم هذه الأبراج، مستغلًّا عدم التواجد الدائم فيها، وهم عناصر من حزب الله من وحدات الرضوان وناصر وعزيز، بالإضافة إلى عناصر من وحدات الاستخبارات والعمليات الخاصة في الحزب”.

ويقول التقرير: “بالإضافة إلى هياكلها المتحرّكة وأبراجها التي وُضعت بالقرب من السياج قبل الحرب تحت غطاء مدني لمنظمة “أخضر بلا حدود”، والتي شكّلت عمليًّا جزءًا من البنية التحتية التحضيرية لجمع المعلومات الاستخباراتية قبل الغزو المخطّط للجليل، استخدم حزب الله أيضًا أبراج اليونيفيل والجيش اللبناني للقيام بالمراقبة والرصد وجمع المعلومات الاستخباراتية حول نشاط الجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود، كجزء من استعداداته للغزو”.

وختم التقرير قائلًا: “في حال نُصبت أبراجٌ وأنظمة مراقبة جديدة في جنوب لبنان، فسيكون استخدامها من قِبل حزب الله مسألة وقت، تمامًا كما كان الحال قبل الحرب”.