خاص- الوضع اللبناني بات مكشوفًا على الاحتمالات كافة، فما هو السيناريو الأسوأ الذي ينتظرنا؟

خاص- الوضع اللبناني بات مكشوفًا على الاحتمالات كافة، فما هو السيناريو الأسوأ الذي ينتظرنا؟

الكاتب: نوال ليشع عبود | المصدر: Beirut24
25 تموز 2025

بات المشهد اللبناني أكثر هشاشة وانكشافًا من أي وقت مضى، في ظل تصاعد التوترات داخليًا وخارجيًا، وغياب أي أفق للحلول. فالتدهور المستمر على المستويين السياسي والأمني، إلى جانب الأزمات الاقتصادية والمعيشية، يدفع بالبلاد نحو منعطف خطير قد يُفضي إلى سيناريوهات كارثية ما لم تُتخذ خطوات جديّة وجذرية.

في هذا السياق، شرح المحلل السياسي طارق أبو زينب، في حديث لموقع Beirut24، الأسباب التي تدفع بلبنان إلى هذا الوضع الدقيق، فقال:
“إن تنفيذ القرارات الدولية، وعلى رأسها القرار 1701، ما يزال معطَّلاً بفعل تمسك حزب الله بسلاحه ورفضه الصريح لتسليمه للدولة اللبنانية. هذا السلاح تجاوز حدود الدفاع، ليصبح أداة فرض وإملاء سياسي تقوّض سيادة الدولة وتعيق قيام مؤسساتها”.

ورغم الجهود الحثيثة التي يبذلها المبعوث الدولي توماس باراك بالتنسيق مع أركان الدولة اللبنانية، يؤكد أبو زينب أن حزب الله يضع “فيتو” على أي مسار يؤدي إلى تطبيق فعلي للشرعية الدولية.

وعن موقف المجتمع الدولي، يوضح أبو زينب:
“الأخطر هو صمت المجتمع الدولي وتردده في تحميل إيران، التي يُعتبر حزب الله أحد أذرعها، المسؤولية الكاملة عمّا وصل إليه لبنان. هذا الصمت لا يمكن تفسيره إلا كتواطؤ أو رضوخ لواقع السلاح غير الشرعي. فالدولة تُختطف كل يوم ما دامت عاجزة عن فرض سيادتها، وما دام القرار الأمني والسياسي خارج مؤسساتها الشرعية”.

ويتابع:
“الوضع في لبنان اليوم يكاد يكون مكشوفًا أمام أسوأ السيناريوهات، في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي على الحدود، والتصعيد السياسي من قبل حزب الله داخليًا وإقليميًا. إن عدم التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرارات الدولية، وضعف المؤسسات، يضع البلاد في موقع هش، لا يحميها من تداعيات هذا التصعيد المتبادل”.

ويختم بالقول:
“لبنان يرزح تحت وطأة أزمات اقتصادية خانقة، وانقسامات داخلية عميقة، ما يزيد من احتمال انفلات الأمور إلى ما لا تُحمد عقباه. كل هذه العوامل تجعل من لبنان ساحة مفتوحة لتطورات خطيرة، قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات بشكل غير مسبوق، ما لم تُتخذ إجراءات حاسمة تعيد ضبط المعادلات وتمنع الانزلاق نحو كارثة شاملة”.