باسيل لا يقرّ بخسارة في معركة نواب الاغتراب: نستعد لجولة مقبلة

باسيل لا يقرّ بخسارة في معركة نواب الاغتراب: نستعد لجولة مقبلة

الكاتب: اسكندر خشاشو | المصدر: النهار
6 آب 2025

بدا رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في كلمته خلال العشاء الذي نظّمه “قطاع الانتشار” في كازينو لبنان، بعيدا كل البعد عن نبرة الخاسر أو المتراجع في ما بات يُعرف بـ”معركة النواب الستة” المخصصين للاغتراب. بل على العكس، حمل خطابه الكثير من الثقة، وكرّس رواية التيار عن دور الانتشار، مكوّنا لا ينفصل عن قلب الدولة اللبنانية، سياسيا وثقافيا واقتصاديا، بحسب مصادر رسمي في التيار.

في رأي المصادر، يخطئ من قرأ في لهجة باسيل نوعا من الإقرار الضمني بالخسارة. فحين قال “ليس مهما إن خسرنا أو ربحنا معركة النواب الستة، فالمهم أن نخوضها”، لم يكن يسجّل تراجعا، بل يقدّم تموضعا محسوبا في مواجهة سياسية لا تزال مفتوحة، وإعلانا أن التيار يخوض هذه المعركة لا من باب التكتيك، بل ضمن رؤية استراتيجية بدأت قبل سنوات، ولن تنتهي مع أي جولة تشريعية.
في خطابه، ركّز باسيل على أن “التيار الوطني الحر” لم ينظر يوما إلى الاغتراب كخزان مال أو مصدر تحويلات فقط، بل كامتداد سياسي وثقافي للدولة. وذكّر بجولات خارجية شملت عشرات العواصم، وبمؤتمرات الاغتراب التي نظمها التيار، وأعاد طرح قانون استعادة الجنسية عنصرا أساسيا في مشروع “الهوية السيادية”.

في المقابل، هاجم القوى السياسية التي وصفها بأنها تعمل “بالمياومة” الانتخابية، وتغيّر مواقفها بحسب المصلحة، وذكّر بتجارب قوانين انتخابية سابقة حاولت عزل الانتشار أو تجييره طائفياً. هنا، تتّضح نية باسيل تحويل الصراع حول النواب الستة إلى معركة “سيادية” يواجه فيها خصوما يريدون “إقصاء المنتشرين”، بحسب تعبيره.
وتؤكد المصادر أنه بعيدا من السجال الدستوري حول مدى قابلية تطبيق الدائرة السابعة عشرة في الدورة المقبلة، يُفهم من كلام باسيل أن التيار بدأ بالتحضير العملي: “يجب إيجاد ماكينات انتخابية في كل بلد، وفي كل قضاء لبناني”، قالها بوضوح، ليشير إلى أن اللعبة انتقلت إلى الميدان.
وتقول إن باسيل وجه رسالة مزدوجة إلى اللبنانيين المنتشرين، فيها “تأكيد أن حقّهم في التمثيل لم يكن منحة بل هو معركة خيضت باسمهم”، وحضهم على عدم الاكتفاء بدور الناخبين بل التفكير في دورهم كمرشحين أيضا في دائرتهم الخاصة.
لا يخلو خطابه من نبرة دفاعية، خصوصا حين تحدث عن محاولة “شيطنة التيار في الاغتراب”، مؤكدا أن التيار يتمسك بالسيادة الكاملة بوجه إسرائيل أو سوريا أو أي جهة تتدخل في القرار اللبناني، رافضا ما سماه “السيادية الانتقائية”.
لكن اللافت أنه لم يكتفِ بتبرير الماضي، بل حاول استنهاض المنتشرين سياسيا عبر دعوتهم إلى تشكيل ما يشبه اللوبي الاغترابي داخل البرلمان اللبناني، مستخدما تعبيرا لافتا: “المنتشر ليس صرافا آليا، بل شريك حقيقي في القرار”.
وتخلص المصادر إلى أن كلمة باسيل في كازينو لبنان لم تكن لحظة اعتراف بخسارة، بل أشبه بإعلان انطلاق مرحلة جديدة من المواجهة، عنوانها “الانتشار جزء لا يتجزأ من الدولة، والنواب الستة ليسوا تفصيلاً بل بداية تحول”، لافتة إلى أن التيار يدرك أن المعركة السياسية لم تنتهِ بإقرار الدائرة السابعة عشرة، بل تبدأ من اليوم: من القدرة على اعتماد خطاب جذب للمنتشرين، إلى التنظيم، فإلى خوض انتخابات قد تشهد للمرة الأولى في تاريخ لبنان، نوابا للبنان ما وراء البحار.