لبنان محاصر بكتل نارية أم تحت تأثير موجة حر شديدة؟

لبنان محاصر بكتل نارية أم تحت تأثير موجة حر شديدة؟

الكاتب: بولين فاضل | المصدر: الانباء الكويتية
9 آب 2025

كان كافيا سماع المتخصص بالأحوال الجوية وعلم المناخ الأب إيلي خنيصر وهو يحذر من أن لبنان محاصر بين 8 أغسطس و16 منه بكتل نارية، وأنه سيشهد أقسى موجة حارة لهذا الموسم، لكي تشتعل المواقع التواصلية بأخبار الطقس إلى حد الخوف والتخويف ونسبهما إلى ما يحذر منه خنيصر.

ولأن اللبنانيين وكما يقول المثل «لا تهز الواقف عالشوار» لكثرة أزماتهم وضغوطهم الحياتية، جاءهم الضغط هذه المرة من الجو، فبدا شهر أغسطس بحق «آب اللهاب»، وهذا أمر ليس مفاجئا في نهاية المطاف لمن لا يميل إلى تعظيم الأمور والمبالغة في توصيفها.

«الأنباء» سألت الخبير في الأحوال الجوية ومقدم نشرة الطقس عبر شاشة تلفزيون «المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشونال» جو القارح، فقال: «هناك في فصل الصيف ما يعرف بالموسم الهندي الحراري، وهو دينامو الصيف وعبارة عن منخفض حراري يتمركز فوق المحيط الهندي وقريب من جنوب شبه الجزيرة العربية. وحين يتعاظم هذا المنخفض كما هي الحال اليوم، فإن حرارته تمتد على مساحة شاسعة جدا وتؤثر على شبه الجزيرة العربية وصولا إلى العراق وإيران وشمال أفريقيا ومن ضمن هذه المنطقة لبنان».

وعما إذا كان هذا المنخفض استثنائيا وغير مسبوق على لبنان منذ سنوات عدة، أجاب القارح: «موجة الحر الحالية هي شديدة وعالية الفاعلية ومن «كعب الدست»، لكن ما من شيء استثنائي وربما تكون هذه الموجة أضعف من سنوات سابقة. وعلى سبيل المثال، أذكر أن الحرارة في منطقة عجلتون الجبلية الكسروانية، وصلت في العام 2014 إلى 40 درجة، بينما يتوقع اليوم أن تتراوح بين 35 و36 درجة. في النهاية، هكذا تكون موجات الحر، ونحن في عز الصيف وشهر أغسطس هو أحر أشهر الصيف».

وبحسب القارح، فإن «أكثر المناطق اللبنانية تأثرا بموجة الحر هي البقاع وسلسلة الجبال الشرقية القريبة من سورية»، مضيفا إنه «إذا كان المعدل العام للحرارة في البقاع في هذه الفترة هو بين 31 و34 درجة، فإن الحرارة ستصبح بفعل هذه الموجة 42 درجة، وتصبح على الجبال بين 34 و35 درجة فيما معدلها في العادة هو 26 درجة. أما على السواحل، فتصل إلى 35 درجة أي بارتفاع 3 درجات عن أقصى معدلاتها، وصحيح أن الارتفاع على السواحل هو صغير لكن هذه الحرارة مع الرطوبة العالية تحدث شعورا بالحر وكأن الحرارة هي 40».

ولكن إلى متى يمتد هذا المنخفض الحار وما الآتي بعده؟ يجيب القارح: «ينحسر المنخفض أواخر الأسبوع المقبل، وتنخفض الحرارة بشكل ملحوظ حتى إلى ما دون معدلاتها الموسمية خاصة عند ساعات الصباح».