“الحزب” وثلاثية زبقين – الشراونة – الضاحية

“الحزب” وثلاثية زبقين – الشراونة – الضاحية

الكاتب: جان الفغالي | المصدر: نداء الوطن
11 آب 2025

في زبقين نفق أسلحة وصواريخ وقذائف.

في الشراونة “إسكوبار” المخدِّرات.

في الضاحية الجنوبية “سرايا الموتوسيكلات”.

إنها “ثلاثية دولة” كادت تبتلع الدولة: مخدِّرات لتمويل الصواريخ، وموتوسيكلات للاعتراض على تسليم الصواريخ.

فائض القوة لا يزال شغّالًا، هذا إذا لم نقُل “فائض الوقاحة”، وهذا يعني أنّ الجيش اللبناني لن تكون لديه فقط مهمات مضاعفة بل مهمات مثلثة وأكثر، تمتدّ من الضاحية الجنوبية لبيروت وصولًا إلى الشراونة بقاعًا وزبقين جنوبًا.

بهذا المعنى، إنها عملية إنهاك للجيش اللبناني؟

فمن المهام الحيوية والملحّة المطلوبة منه، وضع خطة لتسلّم سلاح “حزب اللّه”، الخطة مطلوب إنجازها في حدّ زمني أقصاه آخر آب الحالي، على أن يكون مداها حتى آخر هذه السنة لتكون المهمة قد أنجِزَت وهي تسلّم سلاح “حزب اللّه”.

بالتأكيد بدأت عمليات إلهاء الجيش اللبناني لحرفه عن مهامه الأساسية:

إرباك وحدات الجيش في بيروت والضاحية الجنوبية وبعض مناطق البقاع، في مهمة تعقّب مثيري الشغب على الدرّاجات النارية، هذا النوع من العمليات يُربِك وحدات الجيش اللبناني لأنه مطلوب منه الحزم وليس القمع، مع الحفاظ على أعلى درجات عدم التسبّب في سقوط ضحايا، والمهام الأشدّ خطورة هي هذا النوع من المهام.

الإرباك الثاني في تعقّب مافيات المخدّرات، وقد أبلى بلاءً حسنًا الأسبوع الفائت من خلال القضاء على واحد من أكبر رؤوس المافيات المعروف بـ “أبو سلة”، وهو الذي بدأ حياته في المخدّرات من منطقة الزعيترية حين كان يتسلّم المال بالسلّة ويعيد السلَّة مليئة بالمخدّرات.

“أبو سلّة” مطلوب بعشرات مذكرات التوقيف، وأفلت أكثر من مرّة من قبضة الجيش اللبناني، لكن هذه المرّة قُضي الأمر.

ومن الضاحية الجنوبية لبيروت إلى الشراونة إلى زبقين حيث المهمة التي لها الأولوية لدى الجيش اللبناني وهي تفكيك ترسانة “حزب اللّه”.

منذ أكثر من شهر، أطلّ أكثر من مسؤول في قيادة “حزب اللّه” ليُعلن أنه لم يعد هناك أي سلاح أو ذخيرة أو صواريخ لـ “الحزب” جنوب نهر الليطاني. زبقين، حيث مستودع الذخيرة أو بشكلٍ أدق، نفق الذخيرة، جنوب الليطاني، وأقرب إلى الحدود منه إلى النهر، ما يعني أن “حزب اللّه” يُخفي الحقيقة ويضلّل ليثبتَ مرة جديدة أنه يُقرِن القول بالفعل من أنه لا يريد تسليم سلاحه.

“نفق زبقين” كشف الحقيقة وفتَح جنوب الليطاني على الاحتمالات كلّها، فكم من “نفق” على غرار “نفق زبقين”، ما زال في تلك المنطقة؟ وهل هذه هي إحدى أوراق ” حزب الله” لإلهاء الجيش اللبناني وإنهاكه؟