
بري رداً على معارضي زيارة لاريجاني: إيران صديقة و”الحزب” لم ينتهِ
قبل أن يصل المسؤول الإيراني علي لاريجاني إلى بيروت اليوم، انطلقت جملة من التصريحات المضادة ضد طهران وسياساتها في لبنان والمنطقة. ويرد الرئيس نبيه بري على هذه العاصفة: “تمهلوا يا إخوان. إيران دولة صديقة للبنان، وستبقى”.
يرفض رئيس المجلس و”حزب الله” الدخول في سجالات مع الجهات المعترضة على أداء طهران حيال لبنان. ويقول “الثنائي” إنه لن يحتاج إلى الرد على الأصوات المعترضة على سياسة طهران. ويدعو إلى مساحة من التلاقي وتحييد البلد عن أي خضات بعد كل هذه الانقسامات.
يحضر لاريجاني اليوم ليقول إن دولته تبقى من المؤثرين في لبنان، شأن أكثر من دولة عربية أو غربية، وفي مقدمها أميركا، من دون التقليل من مشهدية عدم وصوله في طائرة إيرانية إلى واحدة من أربع عواصم كانت تعدّها إيران من الأماكن الحليفة لها.
وبالعودة إلى الوراء، فإن طهران لم تكن بعيدة من التدخل في لبنان – ليس على طريقة اليوم – أقله منذ أيام الشاه الذي تدخل في أحداث 1958. ويأتي لاريجاني اليوم، وهو أحد أعضاء الحلقة الضيقة عند المرشد علي خامنئي وتربطه علاقة وثيقة وقديمة ببري، مذ كان في رئاسة البرلمان الإيراني. ولذلك يقلل رئيس المجلس من الضجة حيال لاريجاني، ويرى أن دولته “كانت وستبقى صديقة للبنان” انطلاقا من موقعها الفاعل في المنطقة، رغم ما تعرضت له في سوريا.
وكان بري من الجهات السياسية التي رحبت بالتفاهم الإيراني- السعودي، ولو أن تتويجه جاء من طريق الصين. ويقول بري في معرض رده على الأصوات المناوئة لطهران: “مطلوب التمهل والتفرغ لجبه إسرائيل ومخططاتها التي تستهدف كل لبنان”. ويرد على الذين لا يلتقون مع الحزب بأنه “لم ينته، ويبقى من أكبر الأحزاب في لبنان رغم كل ما تعرض له. الأمور لا تدار بهذه الطريقة مع مكون سياسي وطائفة كبرى في البلد”. ويأتي كلامه هذا بعد قرار الحكومة تسليم سلاح الحزب إلى الجيش واعتراض الوزراء الشيعة عليه.
وينفي بري للمرة المئة أن يكون قد وافق على ورقة القرار. ويقول إن كل ما طلبه هو تأجيل الجلسة الأولى من الثلثاء إلى الخميس “ولم يسمعوا”. ويشرح: “لو سلمنا بهذا القرار هل كنا لمسنا تجاوبا من إسرائيل بانسحابها من الجنوب، أو كانت اعتداءاتها تصاعدت؟” ويرجع الى ما خرج به الموفد توم براك من عين التينة بأن “الاجتماع كان ممتازا”، إلى أن حصلت تبدلات في المواقف.
وبالعودة إلى لاريجاني وتعامل الحزب معه، فهو لا يستغرب هذا الهجوم على الرجل ورفض زيارته “بناء على أمر عمليات من الخارج يحركه لوبي ينشط في الداخل. وإذا كان في إمكان المعترضين منع وصوله فليفعلوا. وإذا كان من اعتراض على تصريحات إيرانية انطلاقا من أنها تمس بالسيادة اللبنانية فندعو إلى التدقيق جيدا في تصريحات المسؤولين الأميركيين وغيرهم”.
ويذكّر الحزب هنا كل المعنيين بأن علاقة لبنان الرسمي مع إيران مستمرة، ومحاولة قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين لن تحصل على غرار محاولات عام 1984، ولا مانع من العودة إلى التاريخ للتذكير بأن علاقة الإيرانيين بشيعة لبنان ترجع إلى 500 سنة”.