
خطاب “اللاءات” للشيخ نعيم قاسم.. لماذا استحضر تهديد الأميركيين؟
لا عودة إلى الوراء، وشهر آب سيكون حاسمًا، وساعة “الصفر” ستكون آخر هذا الشهر، ولأنه يصادف يوم أحد، فإنّ استحقاق تسليم الجيش اللبناني خطة تسلُّم سلاح حزب الله سيكون الثلاثاء الثاني من أيلول، وحتّى ذلك التاريخ ستشهد الساحة اللبنانية عملية شدّ حبال بين الشرعية اللبنانية وبين القوى اللاشرعية.
لم يكن مفاجئًا ما قاله الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في شأن سلاحه، فالحزب اتخذ قراره بأنّه لن يُسلِّم السلاح، لكنّ الخطورة في الموضوع، ليس فقط رفض تسليم السلاح، بل تخوين الحكومة والتلويح بتصعيدٍ شعبيّ يصل إلى السفارة الأميركية في عوكر. أمّا في التوقيت، فإنّ كلمة الشيخ قاسم جاءت بعد أقلّ من أربعٍ وعشرين ساعة على لقائه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، الذي بلغ ذروة الإملاءات، فقال في حديث تلفزيوني قبيل مغادرته بيروت: “إنّ المقاومة هي رأسمال استراتيجي ليس للبنان فحسب، بل لسائر شعوب المنطقة، والمقاومة تمثّل موقعًا متقدّمًا ومُشرّفًا، وأنّ دعمها واجب أخلاقي وإنساني”. وأضاف لاريجاني أنّ حزب الله يمثّل فخرًا وشرفًا للعالم، وشخصية ترسّخت عبر التاريخ، وأنّ الشعب اللبناني والدول العربية يجب أن تحترم المقاومة وأدوارها، وأنّ قواعد الحزب تتأقلم مع الأحداث والوقائع، ومستمرّة في العطاء والإنتاج لصالح العالم الإسلامي”.
السؤال هنا: هل اتخذت الجمهورية الإسلامية القرار بمواجهة الولايات المتحدة الأميركية على أرض لبنان؟
وهل يعود بنا الزمن اثنين وأربعين عامًا، وتحديدًا إلى العام 1983، حين اتّخذ الثنائي إيران وسوريا القرار بمواجهة الولايات المتحدة الأميركية على أرض لبنان؟ وكانت الباكورة تفجير مقر “قيادة المارينز” في بيروت؟
الشيخ نعيم قاسم هدّد، أمس، الولايات المتحدة الأميركية بالقول: “كان يوجد بعض الأفكار تتحدّث عن ضرورة الاعتراض في الشارع، إذا فُرضت علينا، نحن لها، ونحن مستعدون لها، ولا خيار أمامنا، حينها تحصل تظاهرة بالشوارع، تعمّ لبنان، تذهب إلى السفارة الأميركية، تقوم بأعمالٍ لها علاقة بنصرة الحقّ وإبراز الحضور والوجود. هذا يصبح أمرًا آخر، لوقته هو بالحسبان”.
إذًا، البلد يعيش تحت وطأة ثلاث محطات:
الأولى جلسة الخامس من آب، والثانية جلسة السابع من آب، والثالثة خطاب الرفض أو “خطاب اللاءات” للشيخ نعيم قاسم. بعد هذه المحطات، لا عودة إلى الوراء، وشهر آب سيكون حاسمًا، وساعة “الصفر” ستكون آخر هذا الشهر، ولأنه يصادف يوم أحد، فإنّ استحقاق تسليم الجيش اللبناني خطة تسلُّم سلاح حزب الله سيكون الثلاثاء الثاني من أيلول، ومنذ اليوم وحتّى ذلك التاريخ ستشهد الساحة اللبنانية عملية شدّ حبال بين الشرعية اللبنانية ممثلةً بمجلس الوزراء، وبين القوى اللاشرعية ممثلةً بحزب الله.
ملامح ما تبقَّى من شهر آب ستبدأ بالارتسام اعتبارًا من مطلع الأسبوع، موعد وصول الموفد الأميركي توم بارّاك إلى بيروت، ويفترض أن يكون له ردّ على التهديدات التي أطلقها الشيخ نعيم قاسم للسفارة الأميركية في عوكر، فهل سيكون البلد أمام الترجمة الفعلية للمواجهة الأميركية – الإيرانية على أرض لبنان؟
يجدر التذكير بما ورد في كلمة الشيخ نعيم قاسم عن دعم إيران لحزب الله: “من باب الوفاء، لا بدّ أن نقول، وبالفم الملآن: شكرًا للجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي دعمتنا بالمال، والسلاح، والإمكانات، والمواقف الإعلامية والسياسية”. ليست مصادفةً أن يذكِّر الشيخ قاسم بهذه “العطاءات”، فهل أراد أن يقول إنّ حزب الله يتبع مَن يدعمه، وليس الحكومة اللبنانية؟.