“صهاينة الداخل”… بالأسماء

“صهاينة الداخل”… بالأسماء

الكاتب: داني حداد | المصدر: موقع mtv
19 آب 2025

من يخالف رأي حزب الله أو يطالب بحصريّة السلاح بيد الدولة فهو، وفق الاتّهام الجاهز لمسؤولي “الحزب” وأنصاره، “صهيونيٌّ عميل”. اللافت أنّ لائحة الصهاينة باتت طويلةً وتضمّ من كان، حتى الأمس القريب، من “أشرف الناس”.

حتى ياسين جابر، الذي تأخّر تشكيل الحكومة بسبب إصرار “الثنائي” على تولّيه وزارة المال، مع نزع السلاح. ضُرب “الحزب” من بيت أبيه، أو بالأحرى أخيه الأكبر، الرئيس نبيه بري. لا يقول ياسين جابر ما قاله إن لم يكن يعرف “نَفَس” بري غير المعلَن.
أمّا من كانوا في خانة حلفاء حزب الله، ونتحدّث هنا، مع حفظ الألقاب، عن جبران باسيل وطوني فرنجيّة وفيصل كرامي وحسن مراد وغيرهم بعد، فما عادت مواقفهم، بشأن السلاح، بعيدة تماماً عن مواقف سمير جعجع وسامي الجميّل وميشال معوض وآخرين. كلّهم “صهاينة” ما داموا مع نزع السلاح. رندلى جبّور قالت في باسيل ما تقوله في جعجع، وأكثر.

والحقيقة أنّ الاتّهام بـ “الصهيونيّة” ورثه حزب الله عن أحزابٍ كانت منضوية في “الحركة الوطنيّة” أطلقت توصيف “يهود الداخل” على الجماعات المسيحيّة، ومنها “الكتائب” و”القوات” و”الأحرار”، ثمّ بات سلاحاً إعلاميّاً يستخدمه حزب الله ومناصروه كمحاولة اغتيال معنويّ لم توفّر شخصيّات روحيّة وسياسيّة وإعلاميّة. وكانت mtv على رأس لائحة المتّهمين لأنّها كانت تقول، منذ سنوات، ما يقوله جوزاف عون ونواف سلام اليوم، وسبق خطابها خطاب القسم والبيان الوزاري بكثير.
وحين اندلعت الحرب بين “الحزب” وإسرائيل، تبيّن أنّ العملاء ليسوا في معراب أو الصيفي، ولا خصوصاً في mtv، بل في قرى جنوبيّة وفي الضاحية التي كان يعرف الإسرائيلي الشاردة والواردة فيها، فوق الأرض وتحتها، ليس فقط بفعل التكنولوجيا بل أيضاً بمساعدة العامل البشري.

أمّا اليوم، فقد اقترب اتّهام “الصهيونيّة” من تاريخ انتهاء الصلاحيّة. يخرج، تباعاً، من بيئة حزب الله من يقول: “هذا السلاح لم يحمِنا، وآن أوان الاعتماد على الدولة”. وقد دفعت هذه البيئة أغلى الأثمان، فدُمّرت بيوتها مرّةً واثنتين وثلاث، وفقدت شهداء، وهُجّرت، وهي تستحقّ اليوم أن ترتاح وأن يُعاد بناء أرزاقها التي خربتها “حرب الإسناد” ووهم بلوغ طريق القدس.
هذه البيئة تزداد اقتناعاً بأنّ السلاح فقد دوره وتأثيره، وهي لا “صهيونيّة” ولا عميلة. هي لبنانيّة وطنيّة أكثر من نعيم قاسم ومجموعته الذين يسيطر عليهم الحرس الثوري الإيراني.