
هواجس برّي بعد لقاء باراك… وقلق انتظار الخطوة الإسرائيلية
سرقت زيارة المبعوثين الأميركيين توم باراك ومورغان أورتاغوس لرئيس مجلس النواب نبيه برّي الاهتمامات، لكونها تمثّل بالمضمون المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة و”حزب الله”. والجديد الذي حمله الوفد الأميركي خلالها تمثّل بمطلب اتخاذ إسرائيل خطوة معينة مقابل خطوة إقرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيد الدولة.
الموقف الأميركي المستجد شكّل “متنفساً” لبرّي الذي اختبر خلال المرحلة الأخيرة ضغطاً استثنائياً. وقد نقل أحد زوّار عين التينة لـ”المدن” عن رئيس المجلس النيابي “استياءه” وروايته لما حصل خلال زيارة بارّاك ما قبل الأخيرة، خلال شهر تمّوز، حينما طلب برّي من بارّاك مهلة 15 يوماً تقريباً لتليين موقف “حزب الله” بملف السلاح، ووعد باتخاذ مواقف حازمة في حال رفض الحزب، لكنه فوجئ باتجاه إلى إقرار بند حصرية السلاح بشكل حاسم، فاعتبر أن مبادرته لم تأخذ حقها ووقتها، فعاد وتصلّب بموقفه إلى أن تم ترطيب العلاقة بين الرئاسات الأولى والثانية والثالثة.
أوساط سياسية مطلعة تكشف لـ”المدن” بعض كواليس أجواء برّي وزيارة باراك وأورتاغوس إلى عين التينة، وتقول إن برّي وضع الوفد الأميركي في أجواء الضربات الإسرائيلية المستمرّة على الجنوب، وأبدّى “استعداداً” للمضي قدماً في النقاط المرتبطة بلبنان و”حزب الله”، على أن تقوم إسرائيل بخطوات مقابلة، أبرزها الانسحاب من النقاط الخمس ووقف استهدافاتها، وثمّة انتظار لنتائج جولة باراك وأورتاغوس إلى إسرائيل.
من الليطاني إلى الأولي
الأوساط السياسية تتحدّث عن بعض هواجس برّي و”حزب الله”، فتقول إن إسرائيل تعتبر أن سحب السلاح من خط الليطاني إلى خط الأولي “تحصيل حاصل”، وقد لا تقدّم تنازلات في سبيل هذه النقطة، وبالتالي تحتفظ بـ”حق” الاستمرار باستهدافاتها، ثم أن “لا ضمانات” لوقف إسرائيل أعمالها الحربية عند الحدود أو حتى في عمق الجنوب، “وقد توقف عملياتها لمهلة زمينة قصيرة ثم تعود” وتسيطر على نقاط جديدة وتستكمل استهدافاتها، وهذا هو نهج إسرائيل في الضفة الغربية وغزّة، حينما تفرج عن عدد من الأسرى لاتمام صفقة، ثم تعتقل أعداداً مضاعفة.
فامتناع إسرائيل عن القيام بخطوة مقابل الخطوة اللبنانية، وفق المبدأ المقرر، وامتناع إسرائيل وسوريا عن الموافقة على بند ترسيم الحدود المدرج بالورقة الأميركية، سيضعان لبنان في موقف “صعب” وفق مصدر سياسي، وقد يكون ذريعة لـ”حزب الله” للتشدّد بمواقفه والانسحاب من أي التزام، لأن لبنان يكون قد اتخذ خطوات أحادية الجانب. وعندذاك، يعود الانسداد إلى الداخل اللبناني ومعه خطر التصعيد الإسرائيلي.
وبالتالي، فإن الكرة في الملعب الأميركي والإسرائيلي، ولبنان ينتظر نتائج الضغط الأميركي على إسرائيل لتقوم بخطوة مقابل إقرار بند تسليم السلاح، كما ينتظر ضمانات أميركية لمنعها من العودة إلى ممارساتها في الجنوب. فامتناع إسرائيل عن التزام الورقة الأميركية وتطبيق مندرجاتها قد يعقّد المشهد اللبناني الداخلي ويعيده إلى المراوحة في المربّع الأول.