
عمر سنجر يودّع سماء لبنان… فهل ما زال الطيران الشراعي آمنًا؟
في حادثة هزّت لبنان عمومًا وعشاق المغامرات خصوصًا، توفي الطيّار الشراعي عمر سنجر من جرّاء سقوطه في بحر جونيه. سنجر الذي رحل وهو يمارس شغفه الأكبر أي الطيران الشراعي، يُعتبر ذا خبرة طويلة تزيد عن الـ 24 عامًا، وهو حائز على المركز الثاني ببطولة الشرق الأوسط للألعاب البهلوانية، ومعروف على مواقع التواصل الاجتماعي بفيديواته التوعوية حول هذه الرياضة.
المعلومات الأولية تشير إلى أن سنجر كان يتدرّب ليشارك في إحدى المسابقات العالمية، وخلال قيامه بحركة بهلوانية وقع داخل الشراع ما منعه من فتح مظلة الطوارئ، فتسبّب في وقوعه بالبحر. هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها هذا العام في لبنان رغم أنّ حوادث الطيران الشراعي معدودة في العالم. إذ لم تمضِ أشهر قليلة على الفاجعة التي هزّت ساحل علما حينما سقط الشاب الثلاثيني المغترب ح.م.ر من مظلته.
أثارت هذه الحادثة قلقًا واسعًا، وبدت ملامح هذا القلق واضحة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر البعض عن خيبة أملهم قائلين: “كنت أحلم بخوض هذه التجربة، لكنني قررت التراجع عنها”، في حين ذهب آخرون إلى أبعد من ذلك، مطالبين بمنع هذه الرياضة في لبنان بشكل كامل. البعض الآخر اعتبر هذه الردود إجحافًا بحق الطيران الشراعي. فعلى الرغم من هول الحادثتين، تسلّط الطيّارة الشراعية المحترفة ريف أبو رجيلي الضوء على سجل الأمان اللافت لهذه الرياضة التي بدأت في لبنان منذ 30 عامًا من دون حوادث مميتة، لتشكّل هاتان الحادثتان حالتين نادرتين وصادمتين في تاريخ لبنان.
وللردّ على ما يشاع حول غياب الرقابة والرخص، توضح أبو رجيلي أنّ جميع الطيارين الشراعيين في لبنان ينتمون إلى نوادٍ مرخصة، يخضعون لتدريب شامل ضمن مدارس مرخّصة، ولا يُسمح لأي مدرّب بالطيران ما لم يكن اسمه مسجلًا رسميًا وحاصلًا على إذن من الجيش اللبناني. وتضيف الخبيرة أنها: “تحرص وزملاءها على تنفيذ 7 خطوات دقيقة قبل كل رحلة، هدفها تأمين السلامة، ما يجعل احتمالات وقوع الحوادث شبه معدومة”.
وفي تفاصيل تلك الخطوات، أولًا، على المدرّب التحقق من أنّ المظلة مفروشة بشكل صحيح وخالية من العقد، وأن الخلايا مفتوحة بشكل منظم. بعد ذلك، يتأكد من أن الحزام مربوط بإحكام، وأن أحزمة الأرجل، الصدر، والكتفين مثبتة، مع التيقّن من وجود مظلة الطوارئ في مكانها.
ثمّ، يتحقق المدرّب من سلامة المشابك المعدنية، ويراجع خلوّها من أي شقوق. بالنسبة إلى الحبال، يطمئنّ المدرب إلى أنها خالية من التشابك، وأنها موصولة بشكل صحيح. كما يتم فحص المشابك والحبال والتأكد من خلوّها من التشابك، ومراقبة مسرّع السرعة وسلامة منطقة الإقلاع واتجاه الرياح. توضح أبو رجيلي في هذا السياق أنّ هذه الخطوات تصبح بديهية وسهلة التنفيذ بالنسبة للمدربين. ولكن في حال تجاهلها، قد تتحوّل المغامرة إلى خطر قاتل. وبعيدًا من الصورة النمطية التي تربط الطيران الشراعي بالمجازفة، تلفت أبو رجيلي إلى أنّ هذه الرياضة مناسبة لجميع الأعمار، بدءًا بالأطفال الذين يبلغون 4 سنوات، بشرط اتباع المعايير اللازمة. كما أن الحد الأقصى المسموح به لوزن الراكب هو 130 كغ، مع الإشارة إلى أن الأمر يعتمد على سرعة الهواء.