
عودة: لا خلاص للبنان إلا بالغفران
قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس، المطران الياس عودة، في عظة قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس وسط بيروت: إن الحياة المسيحية ليست طقوسًا أو معرفة لاهوتية وحسب، بل هي تطبيق عملي ومسيرة نحو التشبه بالمسيح الذي غفر لصالبيه وهو على الصليب، مشددًا على أن الرب البريء غفر لقاتليه، فكم بالحري ينبغي علينا نحن الخطأة المديونين أن نغفر لإخوتنا. واستشهد بما قاله القديس إسحق السرياني: القلب الرحوم هو موضع سكنى الله، ومن لا يرحم فقد أغلق قلبه عن نعمة الروح.
ولفت عودة إلى أن الغفران والمسامحة وحدهما قادران على انتشال البلد من دوامة الصراعات والاتهامات والإدانات المتبادلة، مستشهدًا بقول بولس الرسول: «الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله» (رو 3: 23)، وبالآية الإنجيلية: «ليس أحد صالحًا إلا واحد وهو الله» (مت 19: 17). وأكد أن الغفران يتطلب توبة صادقة وتواضعًا من الجميع للاعتراف بأخطائهم، أياً كان حجمها، متذكّرين قول الرب: «أيها العبد الشرير، كل ما كان عليك تركته لك لأنك طلبت إلي، أفما كان ينبغي أن ترحم أنت أيضًا رفيقك كما رحمتك أنا؟».