
“ليلة العشاءين” ومرشح جديد للرئاسة! قاسم ينسف مبدأ “خطوة مقابل خطوة”
ينهمك لبنان اليوم بالمحادثات مع الموفدَين الأميركيين توم برّاك ومورغان أورتاغوس اللذين وصلا تباعًا إلى بيروت مساء أمس. وتتجه الأنظار إلى ما يحمله برّاك في جعبته إلى هذه المحادثات بعد زيارتَين قام بهما لكل من إسرائيل وسوريا ومحادثاته مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس أحمد الشرع. وأمس انشغل الرأي العام بـ«ليلة العشاءين». إذ كان برّاك صاحب «العزيمة» في مطعم «Albergo»، وإلى طاولته 16 ضيفًا. بينما حلت أورتاغوس وعضوا الكونغرس ليندسي غراهام وجين شاهين ضيفَي شرف في عشاء دعا إليه السيدان طارق راغب (أميركي من أصل مصري)، والنائب راجي السعد في مطعم Centrale Beirut. وبينما بدا غراهام مهتمًا بالوضع المسيحي، توجهت السيدة أورتاغوس إلى النائب السعد ممازحة أنه «مرشحها المفضل» لرئاسة الجمهورية.
العشاءان سبقا يومًا طويلًا من المباحثات الرسمية التي طرأ عليها عامل إضافي تمثل بالتصريح الصادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي أشار إلى أن «إسرائيل تُقدّر الخطوة المهمة التي اتخذتها حكومة لبنان» وهي مستعدّة لدعم لبنان في جهوده لنزع سلاح «حزب الله»، وجاء في البيان أنه إذا شرع الجيش اللبناني في تنفيذ الخطة فإن إسرائيل ستدرس اتخاذ خطوات مقابلة بما في ذلك تقليص وجودها العسكري، بالتنسيق مع آلية أمنية بقيادة الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق أشار مصدر رسمي لـ«نداء الوطن» إلى أن لبنان ينظر بتفاؤل حذر إلى التصريح الصادر عن مكتب نتنياهو وأكد المصدر «نريد أفعالًا لا أقوالًا، فأي خطوة تصب في مصلحة التهدئة ستساعد على الإسراع بالحلول».
وقبيل بدء اللقاءات الرسمية، علمت «نداء الوطن» أن تواصلًا حصل بين الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام من أجل تنسيق المواقف قبل لقاءات اليوم الأميركية، وسيستمع الرئيسان إلى الجواب الإسرائيلي ليبنى على الشيء مقتضاه، في حين أن مواقف لبنان ستنطلق من تكرار الالتزام بالورقة وحصر السلاح وطلب الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية واستعادة كامل الحقوق.
ويزور الموفدان برّاك وأورتاغوس عند العاشرة صباحًا الرئيس عون في قصر بعبدا حيث سيعقد مؤتمر صحافي يشارك فيه عضوا الكونغرس ليندسي غراهام وجين شاهين. ثم يزور الموفدان رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهرًا ثم الرئيس سلام عند الواحدة بعد الظهر، على أن يتناولا الغداء في السراي الحكومي.
مناورة جديدة لـ «حزب الله»
في موازاة ذلك، شهد لبنان أمس مناورة تصعيد سياسية جديدة نفذها «حزب الله» بالاشتراك مع حركة «أمل» تمثلت أولًا بدعوة المكتب العمالي المركزي في حركة «أمل» ووحدة النقابات والعمال المركزية في «حزب الله»، إلى تحرّك في الشارع غدًا الأربعاء ثم التراجع عنها ورافقها الأمين العام لـ «الحزب» الشيخ نعيم قاسم بموقف سلبي عالي النبرة ضد قرار الحكومة حصر السلاح قائلًا: «من أراد أن ينزع هذا السلاح (المقاومة)، يعني أنه يريد أن ينزع الروح منا، عندها سيرى العالم بأسنا. وهيهات منا الذلة. لذلك لا خطوة خطوة، ولا كل هذا المسار الذي يدعو إلى التنازلات. فلينفذوا الاتفاق، ويقوموا بما عليهم، ثم بعدها نناقش الاستراتيجية الدفاعية».
ولفتت أوساط سياسية مواكبة عبر «نداء الوطن» إلى أن إعلان «حزب الله» عن «الوقفة الاحتجاجية والتراجع عنها هو رسالة مفادها أن «الحزب» سيتوسل الشارع في المرحلة المقبلة». وأضافت «رفعت جماعة الممانعة مستوى التهديد للقول إنهم لن يبقوا مكتوفي الأيدي والاكتفاء بالمواقف السياسية الرافضة لقرار الحكومة. ويظنون أنهم بذلك يقولون لرئيسي الجمهورية والحكومة إنكما إذا لم تتراجعا فنحن ذاهبون في هذا الاتجاه التصعيدي».
وتساءلت الأوساط «ليس المهم توسل الشارع بحد ذاته، بل السؤال عما إذا كان هذا التحرك يشبه 8 آذار ما قد يؤدي إلى «14 آذار» تعيد المشهد الوطني الجامع لأغلب مكونات الوطن، تمامًا كما حصل عام 2005؟ ثم ما هذه الحركة الاحتجاجية ذات «الطابع العمالي»، فيما المسألة سياسية بامتياز وتتعلق بقرار الحكومة في 5 و7 آب؟ وماذا بعد الحركة الاحتجاجية؟ هل للبقاء في الشارع؟ حاصروا سابقًا السراي، فهل باستطاعتهم ذلك مجددًا مع إقفال الوسط التجاري»؟
وقالت هذه الأوساط: «مناورة الأربعاء» واختيار ساحة رياض الصلح المجاورة للسراي، رسالة تهديد مبطنة إلى نواف سلام واستكمالًا للحملات المغرضة ضده على وسائل التواصل و«لافتات التخوين». كانوا في السابق يسعون إلى منع صدور القرار. أما وقد صدر القرار، فأصبح هدفهم فرملة تنفيذه.
وأشارت الأوساط إلى «أن «حزب الله» أمام 4 مسارات تتقدم وهو في وضعية تراجعية:
– المسار الإسرائيلي لا يترك لـ «الحزب» مجالًا لإعادة تكوين نفسه عسكريًا.
– المسار السوري الذي يمسك بالزمام وسط استعادة الشرعية الداخلية والعربية والغربية ويراكم الثقة تصاعديًا ويستعد الشهر المقبل إلى إطلالة الرئيس أحمد الشرع بكلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
– المسار الأميركي الرافض تمامًا لبقاء أي سلاح لـ «حزب الله».
– المسار الوطني وترجمه أمس كلام رئيس الجمهورية بالقول إن الدولة وحدها هي التي تحمي كل الطوائف وتحمي لبنان.
إذًا، إن «حزب الله» مكبّل بأربعة مسارات تتقدم وفي طليعتها مسار الدولة، وهو في مسار تراجعي بعيدًا من إيران ودعمها، كما يتراجع في الداخل شيعيًا وعلى مستوى التحالفات سياسيًا ورسميًا».
خطة السلاح في 2 أيلول
وفيما يقترب أكثر موعد الجلسة التي ستخصص لطرح الجيش خطته لحصرية السلاح بيد الدولة، كشف وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار في مقابلة مع «الحدث» أن «الجيش سيعرض الخطة على الحكومة في 2 أيلول المقبل»، لافتًا إلى أنه «لا مانع من أي تحركات سلمية بالشارع اعتراضًا على حصر السلاح»، وقال: «لا خطر من سوريا تجاه لبنان والتنسيق قائم بين البلدين»، لافتًا إلى أن «وفدًا سوريًا رفيع المستوى سيزور لبنان لبحث ملفات مشتركة». وكشف أنه «في لبنان 2400 سجين سوري أي 30 % من إجمالي عدد السجناء».