
تشدد أميركي في نزع سلاح «الحزب» يزيد الضغوط على بيروت
بجملة واحدة اختصر السيناتور الأميركي ليندسي غراهام خلاصة الموقف الأميركي من الوضع اللبناني – الإسرائيلي: لا انسحاب من جنوب لبنان قبل نزع سلاح حزب الله بالكامل. المعادلة في غاية الوضوح وفي الأساس كان قد استبقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيانه «الدبلوماسي». حتى الكلام الذي أدلى به الموفد توم براك كان واضحاً، في طرحه للمنطقة الاقتصادية بجنوب لبنان، وتوفير فرص عمل لعناصر حزب الله الذين سيتخلون عن السلاح، وهو تأكيد متجدد بأن الهدف يتصل بنزع سلاح الحزب بالكامل وتقديم الإغراءات أو البدائل للمقاتلين والعناصر.
والتزم جميع أعضاء الوفد الأميركي بالتشديد على دعم لبنان في تطبيق قرارات الحكومة، مما يعني أن هذه القرارات يجب أن تطبق، وإلا لن يكون هناك أي تغيير أو مساعدات. أما الخلاصة التي تتكون في لبنان فهي أن إسرائيل تريد وضع الدولة اللبنانية والجيش في مواجهة حزب الله، والعمل على سحب سلاحه.
في الخلاصة، قال الأميركيون في الاجتماعات ما عبّروا عنه بشكل علني، كانت مواقفهم قائمة على فكرة أن لبنان أو حزب الله قد خسر الحرب، وأنه لا يمكنه أن يملي الشروط، وأن ما كتب قد كتب، وهناك قرار اتخذ في الحكومة ويجب العمل على تطبيقه.
وأجاب المسؤولون اللبنانيون بأنهم ملتزمون بالقرار، ولكن أيضاً يجب أن يسري ذلك على إسرائيل بوقف الاعتداءات والضربات والانسحاب، كي يتمكن لبنان من المضي قُدماً في تطبيق الخطة.
هنا وعند هذه النقطة تتوزع مواقف الوفد الأميركي، إذ يبدو غراهام هو الأكثر حدة ووضوحاً، فيقول إنه لا مجال لحصول لبنان على أي مساعدات قبل سحب السلاح، أما مورغان أورتاغوس فتشير إلى ضرورة البدء بالعمل على تطبيق قرار الحكومة وسحب السلاح، وعندها يتم الحديث مع إسرائيل لتبدأ بخطوات مقابلة، فيما بدا براك أكثر تفهما، مشيراً إلى أنه مع الاطلاع على خطة الجيش والآلية التنفيذية والبدء بها، سيتم العمل على الحصول على خطة من إسرائيل للخطوات التنازلية التي يمكن أن تقدمها. على هذه المستويات الثلاثة توزعت المواقف الأميركية، وهي تختلف بالشكل، ولكنها تجتمع بالمضمون، علماً بأنه لا ضمانات أبداً بما يخص حقيقة الموقف الإسرائيلي.
رُميت الكرة في الملعب اللبناني مجدداً. واشنطن وتل أبيب ستنتظران كيف ستتصرف الحكومة، والأمر نفسه بالنسبة إلى حزب الله الذي يعتبر أن الوفد الأميركي عبّر بوضوح عن الوقوف إلى جانب إسرائيل، وتبنّي وجهة نظرها كاملة، وهو يعتبر أنه لا بد لرئيس الجمهورية جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، أن يقررا مواصلة السير في تطبيق الخطة التي أقرت أم التراجع عنها، وبناء على ما سيتقرر سيتخذ حزب الله قراره في التصعيد سياسياً وشعبياً. أما اللجوء إلى خيار التصعيد الأوسع مع إسرائيل فسيكون تبعاً لتطورات الأوضاع الإقليمية ومسار التفاوض الأميركي – الإيراني.
الى ذلك، أثار براك الكثير من الجدل بعد ان وجه إهانات للصحافيين في القصر الجمهوري، مما استدعى دعوة من نقابة المحررين له بالاعتذار. وبعد أن هم الصحافيون بتوجيه الأسئلة له بعد خوجه من اللقاء مع الرئيس عون، قال براك: «في اللحظة الّتي يصبح فيها الأمر فوضويا والسلوك حيوانيا، سنغادر». وأضاف: «إذا أردتم أن تعرفوا ما الّذي يحدث، تصرّفوا بتحضّر، بلطف، وبتسامح، لأنّ هذه هي مشكلة ما يحصل في المنطقة».