التهديد بالحرب الأهلية يحمي سلاح الحزب؟

التهديد بالحرب الأهلية يحمي سلاح الحزب؟

الكاتب: معروف الداعوق | المصدر: اللواء
28 آب 2025

مفردات الحرب الاهلية، تتواتر على لسان حزب الله، من امينه العام نعيم قاسم، مرورا بنواب الحزب، وانتهاء بكل من يدور بفلكه، وهي ما يهدد بها اللبنانيين، لقطع الطريق على مواصلة الخطوات الدستورية، لنزع سلاحه، بعدما سقطت كل ذرائع الاحتفاظ به، وضاق هامش المناورة، لابقائه متفلتا من سلطة الدولة، وتابعاً لسياسات ومصالح ايران الاقليمية والدولية.

هل تحمي تهديدات الحزب بالحرب الاهلية السلاح من قرار الدولة بنزعه، وتبقيه على فوضويته كما كان قبل حرب الاسناد ضد اسرائيل؟

لم يقدم حزب الله اي حجة مقبولة او سبب موضوعي، لابقاء سلاحه خارج سلطة الدولة بعد تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي في شهر ايار عام الفين، واعلان يوم الخامس والعشرين من شهر ايار من كل عام عيدا للتحرير، وكل العناوين والذرائع الوهميةالتي تلطى وراءها بعد هذا التاريخ، كانت لتغطية وظيفة السلاح الايراني، باستعمال الساحة اللبنانية، للمقايضات الايرانية مع الغرب والولايات المتحدة الاميركية، والإطباق على الدولة اللبنانية، باستعمال السلاح بالترهيب والاغتيالات السياسية، والتحكم بالانتخابات الرئاسية وتأليف الحكومات واسقاطها، لغايات سورية وايرانية، والمشاركة بالحروب الاهلية والمذهبية في سوريا والعراق واليمن، وتهديد امن دول الخليج، والزج بلبنان بالمحور السوري الايراني عنوة وبالقوة، وباستعداء الدول العربية والحاق الاذى باللبنانيين بالخارج.

سلاح حزب الله، تسبب بالكارثة التي يعيشها لبنان حاليا، بتدمير القرى والبلدات ومناطق واسعة وتهجير اهاليها وقتل واصابة العشرات، واعادة احتلال مناطق استراتيجية جنوبا،وضرر فادح بالدورة الاقتصادية بكل لبنان، ويتهرب من مسؤوليته عما حصل، ويصوب سهامه واتهاماته زورا، نحو رئيسي الجمهورية والحكومة ويحملهما مسؤولية حرب الاسناد التي اشعلها بايعاز ايراني مفضوح.

يتجاهل الحزب موافقته على اتفاق وقف الاعمال العدائيه بعد الهزيمة التي لحقت به ودمار الاعتداءات الاسرائيلية التي الحقها بلبنان، والتزامه بتنفيذ القرار١٧٠١، الذي يتضمن حصر السلاح بيد الدولة وحدها في كل لبنان، ويخترع تفسيرات ملتوية لبنود القرار، للتهرب من عملية نزع سلاحه، وهذا لم يعد ينطلي على احد.

لم تعد عملية نزع سلاح الحزب استجابة لمطلب اميركي ضمن الورقة الاميركية التي التزم بها الرؤساء الثلاثة لحل مشكلة الاحتلال الاسرائيلي ووقف الاعمال العدائية الاسرائيلية ضد الحزب، بل مطلب اكثرية اللبنانيين، بعدما سقطت كل ذرائع الاحتفاظ بهذا السلاح، وبقاءه يقوض مفهوم الدولة والامن ويعيد لبنان سنوات الى الوراء.

لذلك، تبقى اوهام الحرب الاهلية آخر الوسائل التي يهدد بها الحزب الدولة لمنع باقي الاجراءات المطلوبة لنزع سلاحه، كمن يهدد طواحين الهواء منفردا، ولا يجد من يجاريه بهذه التهدايدات من مكونات الشعب اللبناني، او يلاقيه في منتصف الطريق، واللجوء لهذا الاسلوب، يحدث ضوضاء وبلبلة مؤقته، ولكنه لن يمنع اجراءات نزع السلاح، بعدما فقد كل مبررات وجوده، والغطاء السياسي لبقائه.