
خاص- عرسٌ رحباني في بكاسين… موسيقى الخلود تحت قباب الحجر والليل
في أمسيةٍ ينتظرها عشّاق الفن الراقي والموسيقى الخالدة، تستعدّ بلدة بكاسين، جوهرة الجنوب اللبناني، لاستقبال احتفالٍ استثنائي يكرّم مدرسة الرحابنة التي خطّت بحروفها الذهبية أنصع صفحات الفن في لبنان والعالم العربي.
ففي الثالث عشر من أيلول، عند الساعة التاسعة مساءً، ستتزيّن باحة القدّيسة تقلا في بكاسين، بعمارتها الحجرية العتيقة ولمساتها الإيطالية الفريدة، بأنغامٍ رحبانية تعيد الحاضرين إلى زمنٍ لا يشيخ، زمنٍ حمل فيه عاصي ومنصور، ومن بعدهما زياد الرحباني، وجع الناس وفرحهم وأحلامهم في ألحانٍ خالدة ولوحاتٍ مسرحية لا تُمحى من الذاكرة.
الاحتفال، الذي تحييه جوقة “فيلوكاليا” بقيادة الأخت مارانا سعد وفرقتها الموسيقية، سيكون أشبه بعرسٍ رحباني تتشابك فيه الأصوات بالصور، والألحان بعبق التاريخ، ليصبح المكان نفسه مسرحًا مفتوحًا على سماء الجنوب وذاكرته الثقافية.
يذكر انّ هذا الاحتفال المميّز يقام برعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزيف عون، ليؤكّد مرّة جديدة أنّ لبنان، رغم أزماته وظروفه، لا يزال وطنًا يولد من رحم الجمال والفن، ويُعيد عبر موسيقاه صياغة الأمل.
هكذا، في ليلة الثالث عشر من أيلول، ستصدح بكاسين بأنغام الرحابنة، وستتحوّل حجارتها القديمة إلى جدرانٍ تغنّي، وفضاءاتها إلى مسرحٍ كبير يحتضن روح لبنان الحقيقية: فنّ، حضارة، وحبّ للحياة.
هنا، لا بدّ من التوقّف عند مهرجانات بكاسين التي صارت على مرّ السنين عنوانًا للفن الراقي والذوق الرفيع، إذ عُرفت بضخامتها، بروعتها التنظيمية، وبقدرتها على تحويل الساحات الحجرية القديمة إلى مسارح مضاءة بألوان الحياة. هي مهرجانات تحاكي الطبيعة، تحتضن الغابات الصنوبرية الأبدية، وتُطلّ على تاريخٍ عريق لا يشيخ.
فيوم الجمعة ١٩ أيلول، تفتتح الأمسية عند الساعة الثامنة مساءً بريسيتال تحييه المرنّمة رفقا فارس بصوتها الروحاني الدافئ، ليملأ فضاء بكاسين بخشوعٍ موسيقي يسبق العذوبة. وعند الساعة التاسعة، يطلّ الفنان ميشال خوري بصوته العذب ليجعل بنات الطبيعة تميل على ألحانه، فتتوحّد الأشجار مع اللحن ويتحوّل الليل إلى فضاءٍ مترفٍ بالموسيقى.
أمّا يوم السبت ٢٠ أيلول، فتبدأ المناسبة بقدّاسٍ وزيّاحٍ عند الخامسة والنصف مساءً تكريمًا للقدّيسة تقلا، لتتتابع بعدها الأجواء في أمسيةٍ حالمة تزيّنها أنوار الساحات الحجرية وتملؤها النغمات والمفرقعات النارية والعروض الفنيّة، وتُتوَّج عند التاسعة بسهرةٍ طربية يحييها النجم سعد رمضان، حيث تمتزج الموسيقى بالليل الجنوبي، ويُكتب فصلٌ جديد من ذاكرة بكاسين الفنيّة.
ويُختتم البرنامج يوم الأحد ٢١ أيلول، بقدّاسٍ احتفالي عند الساعة العاشرة والنصف صباحًا، يتبعه يومٌ ترفيهي مخصّص للأطفال، فتتحوّل ساحات بكاسين إلى فسحة فرح تجمع العائلة والجيل الجديد في أجواءٍ من البهجة والأنشطة المميّزة.