
كارثة باكستان.. الفيضانات تخفي قرية تحت الطين
كافح عناصر الإنقاذ في شمال باكستان منذ أيام لانتشال الجثث من تحت الركام، بعد أن تسببت الفيضانات الناجمة عن الأمطار الموسمية الغزيرة في مقتل أكثر من 344 شخصاً خلال الساعات الـ48 الماضية، بحسب السلطات المحلية يوم السبت.
وكانت ولاية خيبر بختونخوا الجبلية، المحاذية لأفغانستان، الأكثر تضرراً، حيث سجلت وحدها 307 وفيات. وأفادت هيئة إدارة الكوارث المحلية أن معظم الضحايا لقوا حتفهم جراء الفيضانات المفاجئة وانهيار المنازل أو صعقات كهربائية، بالإضافة إلى الصواعق الرعدية.
وأعلنت الهيئة عن مناطق منكوبة، وتم نشر أكثر من ألفي عنصر إنقاذ للمشاركة في عمليات الإغاثة، رغم أن الأمطار المستمرة تعيق الحركة وتحد من وصول سيارات الإسعاف، ما اضطر فرق الإنقاذ إلى التحرك سيرا على الأقدام. كما تحطمت مروحية إنقاذ يوم الجمعة، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص إضافيين.
وفي سياق مشابه، انهارت قرية صغيرة بالكامل نتيجة الانهيارات الطينية والسيول في جبال باكستان، ما أدى إلى اختفاء المنازل ودفن السكان تحت الركام. هذه القرية كانت موطناً لمئات العائلات، ومعظمها فقدت كل شيء، وأصبح الناجون يعتمدون على جهود أهل القرى المجاورة لانتشال الجثث وتقديم المساعدة بإمكانيات بدائية، بينما تحذر السلطات من استمرار الأمطار وتفاقم الكارثة.
وبحسب الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث، فقد أدى موسم الأمطار غير الاعتيادي منذ حزيران إلى وفاة 657 شخصاً، بينهم مئات الأطفال، وإصابة 888 آخرين، وأكدت السلطات أن أكثر من نصف الضحايا كانوا بسبب سوء نوعية الأبنية. كما حذرت السلطات من أن الأمطار ستستمر خلال الأسبوعين المقبلين، وسط توقعات بزيادة تأثيراتها على السكان والزراعة والأمن الغذائي.
تجدر الإشارة إلى أن الأمطار الموسمية تمثل نحو 70-80% من أمطار جنوب آسيا، وهي حيوية للزراعة، لكنها تجلب معها أضراراً جسيمة، خصوصاً في المناطق الجبلية والريفية التي تعاني ضعف البنية التحتية ومحدودية إمكانيات الاستجابة للكوارث.