تحذيرٌ أميركي خطير الى لبنان

تحذيرٌ أميركي خطير الى لبنان

المصدر: beirut24
5 أيلول 2025

تلقّى لبنان تحذيراً أمريكياً خطيرأً، قبيل جلسة الحكومة، وفحوى هذا التحذير هو ان اسرائيل قد تضطر لإنهاء المهمة عبر حملة عسكرية واسعة على لبنان، وهو سيناريو يُرجّح أن يتسبب بأضرار فادحة وبخسائر بشرية كبيرة.

وحذّرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قبيل اجتماع الحكومة اليوم الجمعة، من أنّ مسؤولي لبنان ينفد أمامهم الوقت لنزع سلاح حزب الله قبل أن يواجهوا خطر فقدان الدعم المالي الأميركي والخليجي، بل وحتى مواجهة حرب عسكرية إسرائيلية متجددة.

ويأتي هذا التحذير في ما وصفه المسؤولون الأميركيون بـ«لحظة مفصلية» في تاريخ لبنان، إذ ينظر مجلس الوزراء في خطة لإجبار الحزب منذ عقود على تسليم أسلحته.

ما القصة؟

بحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، تضغط الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج العربي على الحكومة اللبنانية لاتخاذ قرار حاسم وألا تستسلم لتهديدات حزب الله بإشعال العنف.

في الشهر الماضي، وفي ما وصفه مقصَد بـ«قرار تاريخي»، أمرت الحكومة اللبنانية جيشها بوضع أول خطة رسمية لنزع سلاح الحزب. ومن المقرر أن ينظر مجلس الوزراء في هذه الخطة يوم الجمعة، في اختبار حاسم لإرادة لبنان السياسية بحسب إدارة ترامب.

لكن مسؤولين أميركيين ـ اشترطوا عدم ذكر أسمائهم لأسباب دبلوماسية حساسة ـ أعربوا عن خشيتهم من أن يتراجع النظام في لبنان عن مواجهة محتملة مع حزب الله.

وحذر أحد المسؤولين من أن التقاعس أو اتخاذ إجراءات جزئية قد يدفع الكونغرس إلى وقف التمويل الأميركي السنوي البالغ نحو 150 مليون دولار للجيش اللبناني.

ولم يتضمن طلب الموازنة السنوي للرئيس ترامب تجديد هذا التمويل، لكن مسؤولين وخبراء قالوا إن الكونغرس قد يكافئ خطة جادة لنزع السلاح بمبالغ كبيرة لتجهيز الجيش ودفع رواتب أفراده. (وقال مقصَد إن «الجنود اللبنانيين يتقاضون مبالغ زهيدة»).

«أي تأخير إضافي»

غير أن أي تأخير إضافي في بيروت قد يؤدي إلى نتيجة معاكسة، كما حذر المسؤول الأميركي. فقد أيّد بعض أعضاء الكونغرس تشريعات سابقة لمنع استخدام الدولار الأميركي لتمويل جيش يعتبر تقاعسه عن مواجهة حزب الله «تواطؤاً في تمكين منظمة إرهابية مهمتها الأساسية تدمير أميركا وإسرائيل»، على حد تعبير النائب الجمهوري غريغ ستيوب من فلوريدا في بيان له الخريف الماضي.

وفي ظل شبح الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) الذي لا يزال مخيماً، يخشى مسؤولو ترامب من أن تهديدات حزب الله بالعنف قد تُخيف القادة اللبنانيين فيتراجعون. لكن هؤلاء المسؤولين الأميركيين اعتبروا تلك المخاوف غير مبررة.

وأشاروا إلى أن راعي حزب الله، إيران، أُضعف بعد الهجمات الإسرائيلية هذا العام، وإلى أن سقوط بشار الأسد العام الماضي واستبداله بحكومة معادية لإيران قد قطع الطريق التقليدي لمدّ الحز بالإمدادات.

وقال شخص ناقش الأمر مؤخراً مع مسؤول سعودي رفيع مشارك في الجهود الدبلوماسية إن المسؤول السعودي يشارك الرأي القائل بأن حزب الله من غير المرجح أن يرد على مسعى نزع سلاحه بعنف واسع النطاق.

وقد طرح توماس باراك، سفير ترامب إلى تركيا وأحد قادة دبلوماسيته في لبنان، هذه الحجة خلال زيارة إلى بيروت الأسبوع الماضي، قائلاً: «يمكن إقناع حزب الله ـ في رأيي ـ بالانضمام إلى دولة لبنانية واحدة في بيئة لا تشبه الحرب الأهلية».

ويرى المسؤولون الأميركيون أن الخطر الأكبر على لبنان من التراخي أو نصف الخطوات هو أن تستنتج إسرائيل أنها يجب أن «تُنهي المهمة» عبر حملة عسكرية متجددة قد تلحق أضراراً وخسائر جسيمة.

ويزيد من انعدام الثقة في بيروت غياب التواصل بين إسرائيل ولبنان، حيث يُعتبر التعامل مع الإسرائيليين جريمة. واعتبر أحد مسؤولي ترامب أن إقامة تواصل بين القوات المسلحة اللبنانية وجيش الدفاع الإسرائيلي هدف حيوي.