
لجنة مراقبة وقف النار تلتئم في الناقورة… وترقب لمواقف جعجع
حدثان لافتان على الساحة الداخلية تتجّه إليهما الأنظار اليوم الأحد.
الأول جنوبًا، حيث يُعقد قبل الظهر اجتماع للجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism) في رأس الناقورة، بحضور قائد القيادة المركزية الأميركية الأميرال برادلي كوبر والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس. وأهمية الاجتماع أنّه يأتي بعد يومين على إقرار الحكومة اللبنانية خطة الجيش لنزع السلاح غير الشرعي، وهو سيخصّص للاطلاع على الوضع القائم في الجنوب وما تحقق حتى الآن من اتفاق وقف النار.
أمّا الحدث الثاني، فهو ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية الذي تحييه القوات اللبنانية في مقرها العام بمعراب، وسط ترقّب لكلمة رئيس الحزب سمير جعجع والمواقف التي سيطلقها، بخاصة أن الذكرى تحلّ هذا العام على وقع تغيّرات كبيرة وحاسمة شهدتها المنطقة عمومًا ولبنان خصوصًا.
وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، استقبل الأميرال كوبر يوم السبت، ودعا أمامه الولايات المتحدة الأميركية إلى الضغط على اسرائيل للانسحاب من الأراضي التي تحتلها في الجنوب، ليتمكن الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية.
وطلب من كوبر تفعيل عمل لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية لوضع حدّ للاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، والانسحاب من التلال والأراضي المحتلة، وإعادة الاسرى.
كوبر، الذي التقى أيضًا قائد الجيش العماد رودولف هيكل، نوّه من جهته، بالعمل المميز للجيش اللبناني المنتشر في الجنوب وفي الأراضي اللبنانية كافة، مؤكداً استمرار الولايات المتحدة الأميركية في تقديم المساعدات اللازمة في مختلف المجالات لاسيما منها دعم الجيش بالعتاد والتدريب، بالتنسيق بين الإدارة الأميركية والكونغرس.
تجديد الدعم الأميركي، تزامن مع ترحيب فرنسي بمقررات جلسة الحكومة يوم الجمعة، حيث اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، أنّ تبني الحكومة اللبنانية الخطة المقترحة من قبل الجيش، هي خطوة إيجابية جديدة في سياق قرارها الصادر في 5 آب الماضي. ودعت باريس الأطراف اللبنانيين إلى دعم التنفيذ السلمي ومن دون تأخير لهذه الخطة، مذكّرة بأنها تعتزم تنظيم مؤتمرين لدعم الجيش اللبناني والتعافي وإعادة الإعمار، عندما تتوافر الظروف.
داخليًا، جدّد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان موقفه الداعم والمؤيد لقرارات الحكومة بشأن حصرية السلاح بيد الدولة.
جاء ذلك على هامش، الحفل التكريمي الذي أقامه على شرفه النائب فيصل كرامي بدارته في بقاعصفرين، والذي قال بدوره إن “المرجعيّة الوحيدة لحمل السلاح هي الدولة، والجيش هو الضامن الشرعي وثقتنا بمؤسساتنا ثابتة ودورها مركزي في حماية الوطن ووحدة أرضه ونرفض تعريض البلد لأيّ أزمات لا تحمد عقباها أو لحرب أهليّة”.
في المقابل، قال المسؤول في “حزب الله” محمود قماطي في حديث لـ “رويترز”، إن الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء تتيح “الفرصة للعودة إلى الحكمة والعقل منعًا لانزلاق البلد الى المجهول”، معتبرًا أنّ استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان سيعيق تقدم الجيش.
وأكد أنه ما لم توقف إسرائيل غاراتها وتسحب قواتها من جنوب لبنان، فإن تنفيذ الخطة يجب أن يبقى معلقًا حتى إشعار آخر.