اجتماع الناقورة: دعم أميركي لخطة الجيش و”العبرة في التنفيذ”

اجتماع الناقورة: دعم أميركي لخطة الجيش و”العبرة في التنفيذ”

الكاتب: جاسنت عنتر | المصدر: المدن
8 أيلول 2025

بتوقيت وحضور إستثنائيين، انعقد صباح الأحد اجتماع للجنة الخماسية الأمنية (المكانيزم) في مركزها في الناقورة جنوب لبنان، بعد مرور أكثر من شهرين على لقائها الأخير. الإجتماع جاء بعد يومين من “ترحيب” الحكومة بخطة الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة، و بحضور ضيوف شرف أميركيين. على رأس الوفد الأميركي الموفدة مورغن أورتاغوس- التي وصلت صباح اليوم إلى بيروت– إضافة إلى القائد الجديد للقيادة العسكرية الأميركية الوسطى (سنتكوم) الأدميرال براد كوبر- القادم من إسرائيل- والضباط الأميركي الجديد الذي سيتولى رئاسة “الميكانزم” بعد أسابيع وغيرهم من المرافقين.

تفاصيل اجتماع الناقورة
“الإجتماع كان إيجابيا ” بهذه العبارات لخّص مصدر عسكري أجواء اللقاء لـ”المدن”. وأضاف: “الجانب اللبناني عرض أمام الحضور عمل الجيش في منطقة جنوب الليطاني خلال الأشهر الماضية وخطّته للأشهر المقبلة”، علما بأن الجيش أنجز جزءاً كبيراً من عمله في إطار حصر السلاح وتفكيك الألغام في قطاع جنوب النهر بالتعاون مع “الميكانيزم” منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار عام 2024. كما شرح الجانب اللبناني تصوّراته لاستكمال سحب السلاح ومصادرة العتاد والتي قد تصنّف ضمن المرحلة الأولى من الخطة التي عرضها العماد رودولف هيكل على مجلس الوزراء يوم الجمعة. واعتبر المصدر أنّ حضور الوفد الأميركي لهذا الإجتماع قد يندرج في إطار متابعة واشنطن ودعمها لتطبيق خطة الجيش اللبناني بحصر السلاح والتي تبدأ بجنوب الليطاني. ورأى المصدر أنّ هذا القطاع يعدّ نموذجاً من خطة الجيش لباقي المناطق مع الأخذ بعين الإعتبار الفروقات الجغرافية وطبيعة العمل الميداني.
الجانب الأميركي رحّب بعرض الجيش اللبناني لخطّته والخطوات التي كان قد قام بها سابقا. كما اعتبر أنّ التصوّر الموضوع للأشهر المقبلة جيّد، لكنّ العبرة في التنفيذ على أرض الواقع- خصوصا أنّ المرحلة الأولى تتضمن مهلة زمنية تمتد إلى ثلاثة أشهر لسحب السلاح بشكل كامل من قطاع جنوب الليطاني ومتابعة منع نقل العتاد العسكري في هذه المنطقة. كما أعرب الأميركيون عن دعمهم الكامل للجيش اللبناني للقيام بمهامه. بدوره أبدى الجانب الإسرائيلي، ترحيبه بخطة الجيش للمرحلة الأولى ما قد يثمر تجاوباً إضافياً له مع “الميكانيزم” في الأشهر المقبلة.
بعد الإجتماع، جال الوفد الأميركي برفقة رئيس قطاع جنوب الليطاني بطوافة تابعة للجيش اللبناني فوق منطقة جنوب الليطاني، من الناقورة باتجاه القطاع الشرقي. أثناء الجولة، شرح رئيس القطاع – بشكل مفصّل- العمل الميداني للجيش اللبناني وكيفية تقسيم العمل على القطاعات: بين غربي، أوسط وشرقي. ثمّ اتجهت الطوافة إلى مطار رفيق الحريري الدولي حيث غادر الوفد الأميركي بطائرته الخاصة.

حركة أميركية متابعة لتنفيذ خطة الجيش اللبناني
مصادر سياسية متابعة لإجتماع “الميكانزم” أوضحت لـ”المدن” أن واشنطن أعربت – من خلال حضور الوفد الأميركي الإجتماع – عن دعمها للجيش اللبناني وخطته لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية. وأرادت أميركا أن تؤكّد متابعتها للمرحلة الأولى من الخطة التي تبدأ بجنوب الليطاني. كما أضافت المصادر أنّ هذه الخطوة تؤكّد للجانب الإسرائيلي ما عبّر عنه الأدميرال براد كوبر في زيارته الأولى إلى إسرائيل والتي سبقت لبنان: “الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل وبتقوية الأمن الإقليمي”. علما بأن أورتاغوس حضرت إلى لبنان فقط لحضور إجتماع الناقورة. وأشارت معلومات “المدن” أنّ زيارات الموفدة الأميركية ستكون مكثّفة إلى بيروت بعد أن أصبح الملف اللبناني بشكل كامل بعهدتها. كما أوضحت مصادر خاصة لـ”المدن” أنّ سبب تغيير الجنرال لين لا علاقة له بلبنان إنما بتغيرات على صعيد الترتيبات العسكرية الأميركية.