كيف نبني على نجاح صيف العام 2025؟

كيف نبني على نجاح صيف العام 2025؟

الكاتب: د. فؤاد زمكحل | المصدر: الجمهورية
8 أيلول 2025

صيف العام 2025 كان علامةً فارقة للبنان، نجاح كنّا ننتظره ونفتخر فيه جميعاً. التحدّي اليوم كيف نُحوّل هذا النجاح إلى خطة عمل واضحة للمواسم المقبلة، ونبني على هذا الإنجاز بإستراتيجية واضحة ومتابعة دقيقة، على المدى القصير، المتوسط والبعيد؟

إنّ صيف العام 2025 كان من أنجح مواسم الصيف التي يشهدها لبنان منذ أعوام عدة، وعلى أصعدة عدة: على صعيد القادمين من المغتربين اللبنانيِّين، المهرجانات في كل المناطق اللبنانية، الحجوزات في الفنادق والمطاعم، الكثافة السكانية في المدن والبلدات، الحركة التجارية، وزحمة السير على جميع الطرق الرئيسة والفرعية.

الأهم اليوم هو الإستثمار والبناء على هذا النجاح، وأن نأخذ العِبَر ونتعلّم من بعض الاخطاء والسلبيات.

أولاً: علينا أن نحاول ربط موسم الصيف بموسم نهاية العام، لنجعل هذه الحركة الإقتصادية والتجارية والسياحية والإستثمارية مستمرّة، على مدى 6 أشهر متتالية، ونجذب سيّاحاً من أعمار مختلفة على مدى الأشهر والمواسم.

ثانياً: علينا التركيز على تنظيم رحلات عدة للبنان، مع شركات الطيران الـ Low-Cost Airlines، لتأمين بطاقات سفر بأسعار متدنّية، وإفساح المجال لجميع القادمين إلى لبنان بأسعار منخفضة ومنطقية.

إنّ زيارة لبنان لا يجوز أن تكون فقط للمتموّلين، بل للجميع. وندرك تماماً أنّ هناك منافسة بين بلدان المنطقة لجذب السياح. فتأمين بطاقات سفر منخفضة هو الممرّ البديهي والمهمّ بأي إستراتيجية سياحية.

ثالثاً: من الضروري تفعيل تنظيم تسيير المرافق السياحية وضبطها بدقّة، من قِبل السلطات الأمنية، لأنّه لا يجوز تعريض أمن السيّاح والمغتربين إلى الخطر، كما من الضروري تنظيم السير والطرق، لأنّ إبقاء هؤلاء على الطرق يطعن بالسياحة ويُهرّب السياح. فتوسيع الطرق وتنظيم السير من أولويات الخطة السياحية.

رابعاً: لا شك في أنّنا نريد إستقطاب السياح وإنماء الحركة السياحية، لكنّ الأهم يكمن بإعادة بناء الثقة وإستقطاب المستثمرين والإستثمارات، لأنّ موسماً سياحياً من دون إستثمارات مثل «بالون ينفّس بسرعة».

خامساً: لا يجوز الإتكال على مطار واحد إذا أردنا بناء وازدهار بناء سياحي وإقتصادي وإستثماري. إنّ الأولوية القصوى لبناء شراكات بين القطاعَين العام والخاص لإعادة بناء مطارات أخرى، بينها لطائرات صغيرة، لزيادة عدد القادمين، وتوزيع السياح واستقطاب مستثمرين في هذه المشاريع البنّاءة.

سادساً: نفخر بعدد المغتربين اللبنانيِّين الذين عادوا إلى بلدهم الأم، لكن علينا إعادة بناء الثقة لإستقطاب إخوتنا العرب والسياح القادمين من المنطقة، وجميع قارات العالم لبلد الثقافة ومنصّة الحضارات، وبلد حُبّ الحياة الذي لم ولن يستسلم. لذا علينا بناء خطة واستراتيجية تسويق من جديد للبنان في المنطقة والعالم كمحطّة ضرورية لزيارته والإستثمار فيه.

في المحصّلة، نُعوّل ونُهنّئ أنفسنا بهذه الصيفية المزدهرة والناجحة، لكن ينبعي ألّا نكتفي بما تحقق، إنّما علينا أن نبني على نجاحنا ونستثمر بمستقبلنا. إنّ السياحة ركن أساسي لمستقبلنا، وستكون المحرّك الجوهري لإعادة الإنماء، الإستثمار وبناء الثقة. علينا طَيّ صفحة الحروب والتهديد لنفتح صفحة السلام والإعمار والإستثمار والمحبة وحُبّ الحياة.