لودريان نسّق مع بن فرحان قبل وصوله…

لودريان نسّق مع بن فرحان قبل وصوله…

الكاتب: وجدي العريضي | المصدر: النهار
12 أيلول 2025

تستحوذ زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت ، باهتمام خاص في هذه المرحلة ، واللافت أنها تأتي بعد وصوله قادما من المملكة العربية السعودية ، لما لذلك من دلالة وأهمية ، بحيث علمت “النهار” من مصادر ديبلوماسية مقربة من الرياض ، بأنه ثمة دعما سعوديا للبنان سيتفاعل في المرحلة القادمة بعد قرار مجلس الوزراء في الخامس من أب الماضي ، أي حصرية السلاح ، ناهيك عن مسألة أخرى تتمثل بكلمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مجلس الشورى السعودي ، حيث أكد دعم المملكة للبنان واستقراره وازدهاره . وبحث لودريان مع الموفد السعودي والمسؤول عن الملف اللبناني الأمير يزيد بن فرحان ، بكل تفاصيل الوضع اللبناني من جوانبه كافة وتحديدا التحضير للمؤتمرات الثلاثة التي تلعب فرنسا دورا أساسيا فيها وبالتنسيق والتماهي مع الرياض ، إذ سبق لهما أن التقيا مرارا ما بين المملكة وفرنسا وبمشاركة وحضور السفير السعودي وليد بخاري ، والمسؤول السابق عن الملف اللبناني نزار العلولا . وتناول اللقاء بين بن فرحان و لودريان سبل دعم المملكة للبنان وما يتم التحضير له من مسيرة الاعمار والدول المانحة ودعم الجيش والذي يحظى بأهمية خاصة خليجيا وعربيا ودوليا ، لما تشكل المؤسسة العسكرية من ضمانة للسلم الأهلي ، حيث ثمة مهمات كبيرة ملقاة على عاتقها ، وعلم من مصادر موثوقة أيضا ، بأن لودريان وصل إلى بيروت مرتاحا لما سمعه في المملكة من مشاركتها في مؤتمر الدول المانحة وارتياحها للخطوات التي تمت في لبنان لاسيما موضوع حصرية السلاح .

وينقل عن المصادر المقربة من المملكة ، بأنها قد تعيد تفعيل الـ 22 اتفاقاً ما بين لبنان والسعودية ،  وبمعنى أن ثمة سلسلة خطوات سعودية ستظهر تباعاً في المرحلة المقبلة.

رئيس لجنة العلاقات البرلمانية اللبنانية-الفرنسية النائب سيمون أبي رميا قال لـ”النهار” ، أن معطياته تشير الى أن الموفد الفرنسي سيعود إلى لبنان بعد أسبوعين أو أكثر وسيمكث لفترة طويلة ، ما يعني ان الدور الفرنسي آخذ بالتفاعل ، ومعطياته في الوقت عينه كانت تشير إلى أن الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان كان سيأتي مع لودريان إلى العاصمة اللبنانية ، وثمة تواصل وتناغم وتنسيق بين المملكة وفرنسا حول الملف اللبناني على كل المستويات ، وتعمل باريس لدفع السعودية في موضوع إعادة الإعمار ، وثمة مساع لفصله عن مسألة السلاح ، إلى ارتياح سعودي لقرار مجلس الوزراء بحصرية السلاح بيد الدولة ، لكن يجب أن تعالج الأمور بحكمة ، كي لا يقع البلد في المحظور ، وبالتالي هناك سعي فرنسي يتابع أبي رميا ، من أجل مشاركة المملكه لما لها دور مؤثر خليجيا وعربيا وإقليميا وبفعل علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية في مؤتمر الدول المانحة ، ويستطرد لافتاً ، إلى أن هناك مؤتمرا لدعم الجيش وفصله عن المؤتمرات الاخرى ، نظراً للدور الكبير الذي يضطلع به الجيش اللبناني ، وبعد قرار مجلس الوزراء ، وهذا الموضوع يحظى باهتمام فرنسي و خليجي .

ويخلص أبي رميا الى ، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلف أيضا المبعوث الفرنسي لودريان بمهمة متابعة موضوع “الميكانيزم “، والذي يأخذ حيزا مهما كما أن ثمة متابعة فرنسية حثيثة للقوانين الإصلاحية ، وعلى هذه الخلفية ستكون له لقاءات مع المختصين والمهتمين بالشأن المالي في الحكومة والمجلس النيابي .