
لبنان يعوّل على قمة الدوحة لإعادة التوازن وزيادة الضغط على واشنطن وإسرائيل
كشفت مصادر دبلوماسية غربية أنه قبل الاعتداء على الدوحة، كانت كل المؤشرات تفيد بأن إسرائيل تستعد لتصعيد عملياتها العسكرية في لبنان وغزة والضفة الغربية بتبني مشروع توسيع الاستيطان وإقرار السيادة عليها، موضحة أن إسرائيل لديها قناعة بأن الدولة اللبنانية لن تكون قادرة على سحب سلاح «حزب الله»، لا سيما أن قرارها الأخير لا يشير إلى أي مهل زمنية محددة.
وارتكزت هذه القراءة على المناورات العسكرية المكثفة للجيش الإسرائيلي بالقطاعين الشرقي والغربي، والتي تحاكي الدخول في عمليات برية ضد «حزب الله»، بما فيها مخازن وأنفاق ومنشآت عسكرية تحت الأرض. ما طرح تساؤلات كثيرة حول إمكانية تحضير إسرائيل لعمليات توغل بري أو تنفيذ إنزالات باتجاه مناطق أو مواقع لم تشملها الغارات الجوية ولا تنجح عمليات القصف في تدميرها.
واستندت المصادر في ذلك إلى تجارب إسرائيلية حصلت في سورية نفذتها قوات كومندوس كالإنزال الأخير في منطقة الكسوة بريف دمشق. وفي مقابل هذه القراءة، تركزت الأنظار على قمة الدوحة الإسلامية الاستثنائية، التي يتوقع ألا تخرج ببيان تقليدي يكتفي بإدانة الاعتداء الإسرائيلي ويدعو إلى وقف الحرب على غزة والضفة. بل إن الاتصالات الخليجية، والعربية والدولية التي تحصل تكشف عن محاولة وضع إطار جديد للتعامل مع ملفات المنطقة، خصوصاً أن قطر تريد لهذه القمة أن تخرج بمسار واضح في كيفية التعامل مع الولايات المتحدة والضغط عليها لإجبار إسرائيل على وقف حروبها، ووضع مسار جدي لمعالجة القضية الفلسطينية.
ويعوّل لبنان كثيراً على قمة الدوحة ونتائجها، لتكون ذا سقف مرتفع جداً ضد الممارسات الإسرائيلية في غزة، والضفة، ولبنان وسورية، ولا تقتصر نتائجها على إدانة استهداف قطر والعدوان عليها.
في هذا السياق، تشير المصادر إلى أن الموقف اللبناني في القمة سيكون واضحاً وحاسماً ضد الممارسات الإسرائيلية في المنطقة، وسيستند لبنان إلى هذه القمة لإعادة التوازن لموقفه الداخلي في كيفية التعاطي مع هذه الاعتداءات الإسرائيلية، والضغط على الولايات المتحدة لدفعها إلى إجبار إسرائيل على تقديم تنازلات تبدأ بوقف الخروقات والاعتداءات وعمليات الاغتيال، بالإضافة إلى الانسحاب من النقاط التي تحتلها إسرائيل.
يترقب لبنان لما سيخرج من قمة الدوحة، وسط طروحات كثيرة تتصل بتجميد العلاقات، وتجميد كل مسارات التفاوض سواء كانت أمنية، أم عسكرية، أم سياسية، أم اقتصادية. مما لا شك فيه أن كل دول المنطقة تنظر إلى إسرائيل باعتبارها مشروعاً تهديدياً لكل الوضع الإقليمي، وهو ما يفترض الدخول في مشروع بناء رؤية استراتيجية جديدة تقوم على التكامل الإقليمي، بين دول المنطقة المختلفة والمتنوعة ذات الاتجاهات المتعددة.