“حماس” على خطى” الحزب” الحليف: حجج واهية لعدم تسليم السلاح!

“حماس” على خطى” الحزب” الحليف: حجج واهية لعدم تسليم السلاح!

الكاتب: صونيا رزق | المصدر: هنا لبنان
16 أيلول 2025

على خط “الحزب” الذي يشدّد أمينه العام نعيم قاسم في كل خطبه بأن لا تسليم للسلاح، ويتبعه بذلك النواب والمسؤولون في الحزب لتكرار الأسطوانة، تسير حركة حماس التي تتبجّح بعدم التسليم، من خلال بيانات طالبت خلالها بإجراء مفاوضات معها مع ضمانات، أبرزها إصدار عفو عام عن مطلوبين أو موقوفين، الأمر الذي رفضه لبنان خصوصاً لمَن قاموا بقتل ضباط وعسكريين في الجيش اللبناني

بين حزب الله وحركة حماس ثمة توافق على شعارات الوحدة والإسناد، منذ إنطلاق عملية طوفان الاقصى ولغاية اليوم، فالحركة تسير على خطى الحزب مع كلمة موحّدة هي عدم تسليم السلاح إلى الدولة اللبنانية، تحت حجج واهية لا تنطلي على أحد، وما يجمعهما اكثر هو التباهي بالانتصار الوهمي، مما يعني صعوبة كبيرة في الإقناع بتسليم السلاح، وهذا ما نسمعه على لسان المسؤولين لديهما، فيما سلطة رام الله المتمثلة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح، تسير على خط إيجابي يؤكد التجاوب مع مطالب الدولة اللبنانية، التي إنطلقت من اتفاق الطائف وخطاب القسم والبيان الوزاري بحصرية السلاح بيد الجيش اللبناني، الامر الذي نفذته حركة فتح خلال المرحلة الأخيرة، وقبل ايام قليلة بتسليمها السلاح الثقيل والمتوسط من ثمانية مخيمات في لبنان، بدءاً بمخيمات جنوب الليطاني الرشيدية، البص، والبرج بعدها مخيمات برج البراجنة، شاتيلا، ومار إلياس وصولاً إلى مخيمي البداوي في الشمال وعين الحلوة في صيدا، الذي يُعتبر مركز القرار السياسي الفلسطيني، ويحوي مجموعات عديدة من الفصائل الفلسطينية، ويشهد كل فترة خلافات ومعارك داخلية، ويتميّز بوضعية خطيرة بسبب ما يحويه من مطلوبين ارهابيين وتكفيريين، شاركوا في عمليات عسكرية ضد الجيش اللبناني ادت إلى سقوط شهداء وجرحى منه، لكن حركة فتح أرادت ان تظهر حسن نيتها، فسلّمت خمس شاحنات من مخيم عين الحلوة، على الرغم مما أظهرته وسائل الاعلام المرئية يوم السبت الماضي، بأنّ نسبة كبيرة من السلاح الذي ُسلّم قديم وغير قابل للاستعمال ويعاني من الصدأ.

تسليم سلاح عين الحلوة إلى نهاية العام؟

ويبقى مخيم عين الحلوة الاصعب لانه له وضعية خاصة، وافيد وفق المعنيين بالملف بأنّ المهمة الشاقة ستنتهي في المخيم المذكور نهاية العام الجاري، فيما مصادر اخرى تعتبر بأنه سيتخطى هذا التوقيت.

وعلى خط حزب الله الذي يشدّد امينه العام نعيم قاسم في كل خطبه بأن لا تسليم للسلاح، ويتبعه بذلك النواب والمسؤولون في الحزب لتكرار الاسطوانة، الامر الذي اعطى هذه المعنويات لحركة حماس التي تتبجّح بعدم التسليم ، من خلال بيانات طالبت خلالها بإجراء مفاوضات معها مع ضمانات، ابرزها إصدار عفو عام عن مطلوبين او موقوفين، الامر الذي رفضه لبنان خصوصاً لمَن قاموا بقتل ضباط وعسكريين في الجيش اللبناني.

في السياق تقوم لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني بمعالجة هذا الملف الشائك، وسط قبول للسلطة الفلسطينية الشرعية في رام الله، التي دعت كل الفصائل الفلسطينية إلى تسليم سلاحها وتنفيذ القرارات اللبنانية، فجاء الرد السلبي من حماس والجهاد الاسلامي، وافيد وفق مصادر سياسية مطلعة على الملف بأنّ العمل جار بطريقة سريّة بعيدة عن الاعلام، للوصول الى حل وعلى مراحل، بعيداً عن اي تداعيات سلبية تؤدي إلى نزع السلاح الفلسطيني بالقوة.

قياديو حماس ليسوا في مأمن

لا شك في انّ الضرية الاسرائيلية على الدوحة يوم الثلاثاء الماضي، شكّلت مفاجأة للجميع ولقيادات من حركة حماس، كانت مهمتها مناقشة المقترح الاميركي لوقف اطلاق النار في غزة، فبدت اسرائيل من خلال ضربتها تلك وكأنها تطلق رسائل في اتجاهات عدّة ، اولها انها اطلقت نيرانها في اتجاه الدولة التي تقوم بالوساطة، ما يعني انّ العمل الدبلوماسي سيتوقف بالتزامن مع موقف اسرائيلي يشير إلى انّ اي قيادي في حماس لن يكون بمأمن في اي دولة في العالم، اذ انّ استهداف قيادييّ الحركة قد ينتقل من فلسطين ولبنان وسوريا إلى اي دولة، الامر الذي يطلق المخاوف من تجميد المفاوضات حتى آجل بعيد المدى، لانّ التعدّي على سيادة دولة كانت تقوم بالوساطة يعني استباحة وسابقة خطيرة.

الكيلاني: مقابل تسليم السلاح نريد حقوقنا في لبنان

في هذا الاطار يعتبر المسؤول الاعلامي في حركة حماس في لبنان وليد الكيلاني في حديث لـ”هنا لبنان” بأنّ سلاح الفصائل الفلسطينية له رمزية معينة وعلاقة بالعدو الذي يحتل أرضنا، لقد طالبنا بالحوار من اجل تنظيم شؤوننا كفلسطينيين، والمطلوب نقاش حول حقوقنا بالتملّك في لبنان ونيل الوظائف وخدمات الانروا وإلى ما هنالك، لاننا لا نريد الحوار بالقطعة او بالطرق الارتجالية.

وعن موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه لا يمانع دخول الجيش بالقوة إلى المخيمات لنزع السلاح، قال الكيلاني: “هذا موقفه فهو تحاور مع الجانب اللبناني واعلن تسليم سلاحه، ونحن نكرّر لا يمكن للحوار ان يكون على القطعة”.

وأشار الى ما جرى الاسبوع الماضي في مخيم برج البراجنة من معارك، استخدمت فيها كل انواع الاسلحة التي اُعلن في اليوم عينه انه جرى تسليمها الى الجيش، سائلاً كيف تمّ تسليم هذا السلاح؟، ونفى سعيهم إلى التوطين في لبنان لانهم يريدون العودة إلى فلسطين، لكنهم يطمحون لتنظيم حياتهم إلى حين تحقيق العودة.

في غضون ذلك ووفق آخر المعطيات، فاللقاءات تتواصل مع مسؤولين من حماس من قبل فصائل فلسطينية لإقناعهم بتسليم السلاح من دون الحصول لغاية اليوم على جواب إيجابي، إلا انّ الوساطات مستمرة .