خاص- صوتُ المغترب اللبناني… رصاصةٌ في قلب المنظومة الفاسدة

خاص- صوتُ المغترب اللبناني… رصاصةٌ في قلب المنظومة الفاسدة

الكاتب: اسعد نمّور | المصدر: Beirut24
16 أيلول 2025

في كل موسم انتخابي، تخرج أحزاب السلطة من جحورها لتتذكّر المغتربين الذين هجّرتهم هي نفسها بالقهر والفساد والانفجار والانهيار المالي، تعود اليوم لتعاملهم كخزان أصواتٍ احتياطي. تتصنّع الحرص عليهم بينما تنظر إلى تحويلاتهم المالية كأنها أوكسيجين مجاني لإدامة نظامها المتعفّن.

لكنّ الفضيحة الأكبر هي محاولتها الفجّة لتقليص حقهم الدستوري. فبدل أن يقترعوا لانتخاب الـ١٢٨ نائبًا مثل أي مواطن، تسعى قوى معروفة، على رأسها حزب الله والتيار الوطني الحر وحلفاؤهما، إلى حصر اقتراع المغتربين بستة مقاعد “ديكور” في البرلمان، كأنهم جالية غريبة أو “طائفة سابعة” تابعة.

الهدف واضح: قطع الطريق على موجة أصوات حرّة تفلت من قبضة الزعماء التقليديين، كي لا تهتزّ توازنات المحاصصة والزبائنية التي تبقيهم أسيادًا على خراب البلاد.

هؤلاء يعرفون أن المغترب تحرّر من شبكة الخدمات والابتزاز، لذلك يسعون لتدجينه مجددًا. يرسلون الموفدين والخطابات المليئة بالوعود الكاذبة، ثم يحاولون سرقة صوته بقانون مفخّخ. إنهم يريدون أموال المغترب بلا سيادته، يريدون صورته في المهرجانات الانتخابية بلا رأيه الحر.

لكنّ الحق واضح وصريح: اقتراع اللبناني في الخارج لكامل البرلمان ليس مجاملة، بل واجب دستوري وحقّ سياسي. أي محاولة لتقزيمه إلى ستة مقاعد هي جريمة انتخابية موصوفة وسرقة فاضحة لإرادة شعبٍ لم يعد رهينة زعيم ولا طائفة.

من سيدني إلى مونتريال، من باريس إلى دبي الى كلّ اصقاع الأرض يرفع المغترب صوته: “لسنا ملحقًا انتخابيًا، نحن أصحاب الأرض ولو ابتعدنا عنها”.

ومن يظنّ أن القارات ستحميه من غضبة هذا الصوت الحرّ، فليتذكّر: من حطّم قيود الوطن بحقيبة سفر، قادر أن يحطّم صناديقهم الوهمية بورقة اقتراع واحدة تهزّ عروشهم.