هل يسعى نتنياهو لتحقيق حلم “إسرائيل الكبرى”؟

هل يسعى نتنياهو لتحقيق حلم “إسرائيل الكبرى”؟

الكاتب: يولا هاشم | المصدر: المركزيّة
17 أيلول 2025
أثبتت الوقائع الميدانية، على مرّ السنوات الماضية، أنّ إسرائيل لا تتعاطى سوى لغة القوة العسكرية، وأنها لا تعترف بالسلام إلا حين يخدم مصالحها المباشرة، ما دامت تعتبر نفسها قادرة على إعادة رسم خريطة المنطقة. فها هي اليوم “تحرق غزة” وتهجر أهلها غير عابئة بالاستنكارات الدولية ولا بالقمة الاستثنائية التي عقدت في العاصمة الدوحة. ولم تتوانَ عن ضرب قطر التي تقوم بدور الوساطة الى جانب مصر والولايات المتحدة الاميركية، في مفاوضات غير مباشرة بين “حماس” وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. فما الذي تخطط له اسرائيل وهل يسعى نتنياهو الى تحقيق حلم اسرائيل الكبرى؟

السفير السابق في واشنطن رياض طبارة يؤكد لـ”المركزية” أنّ “المعارضة الإسرائيلية غير موافقة على ما يحصل، لكنّ الموقف الاسرائيلي الرسمي الذي يمثله المتطرفون يعتبر ان هذا الوقت هو الأفضل لتحقيق حلم اسرائيل الكبرى، والذي يقوم في المرحلة الاولى، أي الحالية، بضم الضفة وغزة، إضافة إلى بعض الاراضي المحيطة بها للحماية، كالقرى الحدودية مع لبنان والتي سميت بالمنطقة المحروقة، حيث لا يحق لأحد الدخول إليها، وهي منطقة تحمي اسرائيل من أي عمل يشبه ما قامت به حركة “حماس” في غزة، حين قامت بعملية “طوفان الأقصى” وخطفت أسرى”.ويشير طبارة إلى أنّ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتبر أنّ الوقت مناسب لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى. وما يسهّل عمل اسرائيل هو تأكدها من ان الولايات المتحدة الأميركية تغض النظر. فالرئيس الاميركي دونالد ترامب لم يعلن موافقته او اعتراضه على عملية غزة، لكنه دعا اسرائيل الى الاستعجال في إنهاء العملية وحسم الامر لأنها تخسر يومًا بعد يوم الرأي العام العالمي”.

ويتابع: “من جهة ثانية تعتبر معظم الدول الاوروبية والغربية، اذا ما استثنينا ترامب، أنه تأسيس لحرب مئة سنة، تمامًا كما حصل عند تأسيس دولة اسرائيل. لذلك تستعجل للاعتراف بدولة فلسطين وان هذه طريقتهم لمواجهة تل أبيب، والضغط عليها لوقف عدوانها. الدول الغربية تقوم بهجمة كبيرة للاعتراف بدولة فلسطينية، وأمس صدر تقرير لـ”كوري” اللجنة المستقلة من الامم المتحدة اعترفت فيه ان ما حصل في غزة “إبادة جماعية”.  أكثر من ذلك، المعارضة الاميركية غير موافقة وكذلك المعارضة الاسرائيلية، لذلك ثمة شدّ حبال بين الأطراف وسباق نحو الاهداف المتضاربة، ومن يستطيع ان يحقق “الماكسيموم” بالسرعة المطلوبة، يتغلّب على اهداف الآخرين. لا اعتقد ان احدا يعلم كيف سينتهي شد الحبال هذا بين الدول، علينا ان نراقب تصريحات المجتمع الدولي والدول والمؤسسات الدولية”.

وتطرق طبارة الى مؤتمر الدوحة معتبرًا أنّ العرب لم يتمكنوا من الاتفاق على الخطوة التالية، خطوة ما بعد الإدانة، مكتفين باعتبار ما حصل مخالفة للقوانين الدولية. حتى ان العراق عرض فكرة تأسيس قوة ردع عربية لحماية القضايا العربية، إلّ أنّ هذا لم ينجح أيضًا. أعلن العرب أنهم سيجتمعون ثانية لكنني أشك أنهم سيصلون الى نتيجة. حتى قطر التي استُهدِفت في عقر دارها، قالت في اول تصريح أنها ستستمر بالوساطة وكأن شيئا لم يكن”.

ويختم: “كيف ستتطور الأحداث؟ أحدٌ لا يعلم، لكن المؤكد أنّ إسرائيل قرّرت أن تهدم كل غزة وتهجّر أهلها، وأن لا إمكانية لعودة من غادرها”.