
مبادرة إنسانية لحماية حق الأطفال في التعلّم
في مواجهة التداعيات الكارثية لحرب 2024 في لبنان، برزت مبادرة إنسانية وتعليمية جمعت بين منظمة LIFE، وهي شبكة عالمية للمهنيين اللبنانيين في الانتشار، ومنظمة LebNet غير الربحية، حيث أطلقتا معًا صندوق الطوارئ للتعليم في لبنان (LEEF) بهدف حماية حق الأطفال في التعلم وضمان استمرار مسيرتهم التعليمية للموسم الدراسي 2024-2025 ، رغم التهجير والدمار والأوضاع الاقتصادية الصعبة.
منذ انطلاق الصندوق في أواخر عام 2024، تمكنت LIFE وLebNet، بفضل التزام شبكتيهما في لبنان والانتشار، من جمع أكثر من 540 ألف دولار أميركي خُصصت لتقديم مساعدات عاجلة شملت الأقساط المدرسية، الدعم النفسي والاجتماعي، وتدريب المعلمين. وقد استفاد من هذه المبادرة أكثر من 7,800 طفل في مختلف أنحاء لبنان، فيما حظيت 74 مدرسة موزعة على ثماني محافظات بالدعم، بما في ذلك المناطق الأكثر حاجة مثل عكار، بعلبك، عرسال، الهرمل، النبطية، صيدا، طرابلس وصور، إضافة إلى بيروت وبلدة علما الشعب في الجنوب.
في وقت كان خطر التوقّف عن التعلّم يهدد آلاف الأطفال، ساعد الصندوق 2,237 طالبًا على البقاء في مقاعد الدراسة من خلال تقديم منح تعليمية عبر جمعيات محلية موثوقة مثل أجيالنا، بيت البركة، بسمة و رواد التنمية. وقالت Natacha Torkelsson، رئيسة قسم التعليم في بيت البركة: “بفضل صندوق LEEF، تمكّنا من تأمين أقساط الطلاب الأكثر حاجة، ودعم المدارس شبه الخاصة والخاصة منخفضة الكلفة، مع ضمان دفع رواتب المعلمين بالدولار الأميركي.”
وأكدت الدكتورة لينا زعيم دادة، رئيسة جمعية أجيالنا: “لقد وفرنا من خلال هذا الصندوق مساعدات تعليمية أساسية وأملًا لتلامذة المرحلة الابتدائية في مناطق عدة، ما ساعد في حماية مستقبلهم وتمكينهم من بناء غد أفضل.”
وأضافت: “كما أولى الصندوق اهتمامًا بالغًا بالجانب النفسي للأطفال، حيث نفّذت جمعيتا نفضة و بسمة برامج دعم نفسي اجتماعي وتنمية مهارات استفاد منها أكثر من 5,600 طفل. وبهذا الإطار، قالت داليا رزق، مديرة الشراكات وتطوير الاستراتيجيات في نفضة لبنان: “تمكّنت المجتمعات المدرسية من تعزيز الرفاهية والمواطنة وبناء السلام، في وقت كان فيه النسيج الاجتماعي للبنان مهددًا بشدة. نحن ممتنون لهذه المبادرة.”
أما جمعية رواد التنمية، فقد جمعت بين المساعدات التعليمية والتدريب في مجال تكنولوجيا المعلومات واللغة الإنجليزية لطلاب المرحلة الثانوية في طرابلس. وأوضحت ريم حاج علي، مديرة المشاريع والبرامج في الجمعية: “لقد ساهم دعم LEEF في تعزيز تعلم الطلاب وإبداعهم وثقتهم بأنفسهم، وفي الوقت نفسه خفف من الأعباء المادية الملقاة على عاتق أسرهم.”