خاص – هل من ضربة اسرائيلية جديدة تستهدف لبنان؟

خاص – هل من ضربة اسرائيلية جديدة تستهدف لبنان؟

الكاتب: نوال ليشع عبود | المصدر: beirut24
23 أيلول 2025

هل هناك تخوّف من ضربة إسرائيلية جديدة تستهدف العمق اللبناني بعد تصريح الموفد الأميركي توم براك، الذي اعتُبر بمثابة غطاء أميركي لأي عدوان جديد؟

أجاب الكاتب السياسي غاصب المختار لموقع Beirut24 قائلاً:
إنّ القلق من توسّع العدوان الإسرائيلي قائم أصلاً منذ توقّف الحرب والتوصل إلى اتفاق «وقف الأعمال العدائية». فقد شهدت مناطق البقاع الشمالي والأوسط والغربي ضربات مؤذية طاولت عمق العمق اللبناني. إلا أنّ تصريح براك رفع مستوى هذا التخوّف، فتكثّف الحراك اللبناني الرسمي باتجاه دول العالم، ولا سيما دول لجنة الإشراف الخماسية، لردع أي محاولة لتوسيع نطاق العدوان بحيث قد يمتدّ إلى الضاحية الجنوبية وبعض أحياء العاصمة بيروت، بذريعة وجود مراكز أو شخصيات تابعة لحزب الله.

ويشير المختار إلى أنّ براك نسف بكلامه الأخير كل «الإيجابيات» التي روّج لها خلال زيارتَيه السابقتين إلى بيروت، إذ كشف في حديثه الأخير عن جوهر الموقف الأميركي بلهجة تهديدية واضحة، ما زاد منسوب القلق اللبناني. فكل شيء ممكن من قِبل كيان الاحتلال الذي لم يتورّع عن قصف الدوحة رغم علاقته بقطر ودورها في الوساطة لوقف الحرب في غزة وتحرير الأسرى الإسرائيليين.

لكن ماذا عن «حزب الله»؟ وهل هو مستعد أكثر للحرب؟ وما حجم الخسائر المتوقعة؟
يقول المختار إنّ تقدير مدى استعداد الحزب لخوض مواجهة جديدة أمر متعذّر، إذ لا أحد يعرف بدقة حجم إمكاناته أو ما يخفيه، سواء جنوب نهر الليطاني أو شماله أو في مناطق أخرى. وتفيد تسريبات بأنّ الأميركيين والإسرائيليين يطالبون الحزب بتسليم سلاحه الثقيل، الصاروخي الدقيق وغير الصاروخي، بما في ذلك المسيّرات، ما يعني امتلاك الحزب قدرات قد تُلحق الأذى بالكيان الإسرائيلي إذا استُخدمت. لذلك يصرّ الأميركيون والإسرائيليون على نزع هذا السلاح، غير آبهين بكل «الأسباب التخفيفية» التي طرحتها الحكومة اللبنانية، وهو ما عبّر عنه براك صراحة. أما حجم الخسائر في أي مواجهة أو عمليات قصف جوي وبحري إسرائيلية، فيتوقف على قوة النيران المستخدمة وعدد الأهداف المستهدفة.

وعن مصير خطة الحكومة لحصرية السلاح، يرى المختار أنّ هذه الخطة تتعثر لأسباب عدّة، آخرها كلام براك والتهديدات الإسرائيلية المستمرة ووقوع شهداء وجرحى، وحتى استهداف مقرات «اليونيفيل» وآخرها قبل أيام. يضاف إلى ذلك إعلان مسؤولين إسرائيليين مثل كاتس وبن غفير ونتنياهو وبراك، أنّه لا انسحاب من النقاط الخمس المحتلة التي أصبحت ثماني نقاط، فضلاً عن 30 موقعاً عسكرياً مستحدثاً أقامه الاحتلال على طول الحدود من الناقورة غرباً حتى مزارع شبعا شرقاً، وبعضها داخل الأراضي اللبنانية.

كل ذلك يدفع الحزب إلى التمسّك بسلاحه والإصرار على عدم تسليمه قبل أن تقدم إسرائيل على خطوات مقابلة، شبيهة بما قام به لبنان التزاماً باتفاق وقف إطلاق النار، أي الانسحاب من النقاط المحتلة، وتحرير الأسرى، ووقف الاعتداءات على قرى الجنوب وغيرها. ومن دون هذه الخطوات، من الصعب أن يمرّ مشروع الحكومة بسهولة، وربما لا يمرّ أبداً.