نتنياهو يحضّر للحرب المفتوحة وبراك يضع لبنان في مرمى النار

نتنياهو يحضّر للحرب المفتوحة وبراك يضع لبنان في مرمى النار

المصدر: الجريدة الكويتية
23 أيلول 2025

بدت المنطقة وكأنها على شفير حرب جديدة، في ظل إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تهديد كل خصومه، وسعيه لإجهاض حل الدولتين، وقطع الطريق على الاعترافات بالدولة الفلسطينية، وسط تقارير عبرية عديدة تؤكد أنه يحضّر لمعركة مفتوحة في المنطقة ستمتد من الآن إلى ما بعد الانتخابات في الخريف المقبل.

ويسعى نتنياهو إلى الردّ على المسار الدولي للاعتراف بفلسطين، وذلك من خلال تصعيد تحركاته العسكرية في الضفة وعلى جبهات مختلفة، ولذلك عقد اجتماعاً مع مسؤوليه العسكريين للبحث في الوضع على مختلف الجبهات.

وفيما عزز جيش الاحتلال جميع جبهات القتال بقوات جوية وبرية وبحرية واستنفر عشرات السرايا العسكرية، أبلغ نتنياهو قادته بأن السنة اليهودية المقبلة ستكون تاريخية لأمن إسرائيل، لأنها ستشهد «إبادة المحور الإيراني».

ومنح موقف المبعوث الأميركي، توم برّاك، إسرائيل غطاء لتوجيه ضربة عسكرية ضد «حزب الله»، مع تأكيده بأن «الوضع في لبنان صعب جداً، رغم وجود مجموعة جيدة في السلطة، لكن كل ما يفعلونه بشأن نزع سلاح حزب الله هو الكلام، ولم يحدث أي عمل فعلي». ولفت إلى أن «الجيش اللبناني منظّم، ولكنه ليس مجهزًا بشكل جيّد». وتابع: «إسرائيل لديها 5 نقاط في جنوب لبنان، ولن تنسحب منها، و«حزب الله» يُعيد بناء قوته، وعلى الحكومة أن تتحمّل المسؤولية».

وأضاف: «حزب الله عدوّنا، وإيران عدوّتنا، ونحن بحاجة إلى قطع رؤوس هذه الأفاعي ومنع تمويلها». ولفت الى أنه «خلال هذه الفترة تدفق إلى حزب الله ما يصل إلى 60 مليون دولار شهرياً من مكان ما»، وقال: «اللبنانيون يظنون أن حزب الله لا يعيد بناء قوته، لكنه يعيدها».

كلام براك ينقل لبنان من مرحلة إلى أخرى، تلك المرحلة تؤشر إلى مضاعفة الضغوط الأميركية، بعدما كان اللبنانيون قد اعتبروا أنهم تجاوزوها بمجرد اتخاذ قرارات حكومية في 5 و7 أغسطس وفي 5 سبتمبر. لكن الفرصة الوقتية لم تدم طويلاً، حتى جاءت مواقف إسرائيلية تصعيدية مترافقة مع رفع الجاهزية العسكرية على الحدود، وهو ما أرفق بتصريحات براك، التي تبدو وكأنها تمنح إسرائيل غطاء لتنفيذ أي عمليات عسكرية. وذلك لا ينفصل عن رسائل دبلوماسية عديدة وصلت إلى لبنان حول عدم انتظار إسرائيل طويلاً كي تتحرك الدولة اللبنانية لسحب سلاح حزب الله، وفي حال تأخرت أو تخلّفت عن ذلك، فإن الخيار العسكري الإسرائيلي يبقى قائماً، وهذا ما تبلّغ به مسؤولون لبنانيون نقلاً عن دبلوماسيين. وللمفارقة، فإن مواقف براك التصعيدية تجاه لبنان تأتي بالتزامن مع مواصلة تل أبيب إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية باتجاه الحدود اللبنانية.