
خاص – سكاف: دعوة حزب الله للحوار مع الرياض «خارج الزمن» وإيران في مأزق
قال الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم: «أدعو السعودية إلى فتح صفحة جديدة مع المقاومة». وقد فتح هذا التصريح باباً واسعاً للجدل. فماذا يقول الكاتب السياسي سمير سكاف لموقع Beirut24 حول هذه الدعوة؟ وهل هي محكومة بالفشل؟
يعتبر سكاف أنّ دعوة الشيخ قاسم للحوار مع المملكة العربية السعودية جاءت متأخّرة جداً، لأن الزمن تغيّر ومعايير الحوار تبدّلت، كما أنّ شروط أي تواصل من الجانب السعودي باتت ترتكز على أساس التعامل مع الدولة اللبنانية حصراً. ويرى أنّ قبول الرياض بالحوار مع حزب الله بات مستبعداً في المرحلة الراهنة.
ويؤكد سكاف أنّ حزب الله لا يبدو قادراً على التفاعل مع أي دعوة مماثلة، سواء من السعودية أو من بقية دول الخليج. ويضيف أنّ قدرات الحزب العسكرية وتهديداته تراجعت، وبات في وضع دفاعي يهدف فقط إلى حماية بيئته وجمهوره وقياداته، أو ما تبقّى منها. لذلك، يلفت سكاف إلى أنّ المطلوب من الحزب اليوم، قبل الغد، هو التعاون مع الحكومة اللبنانية للحفاظ على بيئته الداخلية.
أما النقطة المحورية الأخرى، وفق سكاف، فهي ملف إعادة الإعمار المشروط بحصر السلاح بيد الجيش اللبناني. ويكشف أنّ هناك 17 نقطة حدودية تحتلها إسرائيل، وليس خمساً كما يُشاع، مشدداً على أنّ إسرائيل لن تنسحب من هذه المواقع.
إقليمياً، يرى سكاف أنّ المشهد متشابك لكن بخلفية مختلفة، إذ إن إيران التي تُعَدّ الداعم الأبرز لحزب الله تعيش أزمة كبيرة تحت وطأة العقوبات الاقتصادية والعسكرية والنفطية. ويشير إلى أنّ المهلة الممنوحة لطهران من مجلس الأمن بشأن برنامجها النووي ستنتهي خلال أيام، وأنها رغم محاولاتها كسب الوقت، لن تستطيع تفادي ضربة عسكرية محتملة في المستقبل القريب، خصوصاً مع عدم تعاونها مع وكالة الطاقة الذرية، بالتوازي مع سعيها لتوقيع عقود مع روسيا.
ويختم سكاف بالتأكيد على أنّ أبواب الحوار الإيراني مع السعودية ودول الخليج ما زالت مقفلة، ما يعقّد أي أفق لتسوية إقليمية قريبة.