Météo الشيخ نعيم

Météo الشيخ نعيم

الكاتب: عماد موسى | المصدر: نداء الوطن
23 أيلول 2025

فجأة ومن دون سابق إنذار دخل حكواتي «الحزب» في طور الاعتدال العاطفي تجاه المملكة العربية السعودية فدعاها، بكلام يقطر عسلًا، إلى «فتح صفحة جديدة مع المقاومة عبر حوار يعالج الإشكالات ويجيب على المخاوف». الشيخ نعيم براغماتي، في دعوته هذه، براغماتي باب أول خصوصًا أنه من مريدي الشيخ ونستون صاحب مقولة «في السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم هناك مصالح دائمة». وفي دلالة واضحة على تعلق «الحزب» بالأخ ونستون وتبنيه أفكاره الجهادية، رُفعت له صورة في صحن دار مجلس شورى «الحزب» حتى ليُظنّ أن تشرشل، رضوان الله عليه، هو مؤسس فرقة الرضوان.

فجأة صارت السعودية دولة محورية. وفجأة انفتح الشيخ المتشاوف على حوار ندّي متجاوزًا اتهامات سلفه للمملكة بدعم الإرهاب.

ماذا تعني صفحة جديدة؟

تعني بـ «اللبناني» الفصيح ما يأتي: «تعا ننسى» و»صافي يا لبن»، «هي كانت ساعة تخلّي»، «اللعنة على من كان السبب في خلافنا»، «إنت خيي الأصلي ومن دونك ما يهنالي عيش»، «عفا الله عمّا مضى»، «كل عمرنا إخوة».

والصفحة الجديدة تعني أيضًا تبدّلاً في حال الطقس، يتابع الشيخ يوميًا الـ Météo على كل الشاشات، مدونًا على دفتر ملاحظات حركة الرياح والرطوبة وارتفاع الأمواج وحرارة المياه وانطلاقًا من معطيات النشرات الجوية يبني شيخنا مواقفه المبدئية. وبحسب آخر نشرة تبيّن أن هناك انحسارًا للغيوم في العلاقات السعودية الإيرانية فقرر الشيخ نعيم تبديل النغمة من «أدوات المشروع الأمريكي» إلى «دولة شقيقة» ومن «ما بدّها تفهم» إلى «منفتحة على التفاهم».

كيف بسحر ساحر لم يعد محور الخليج «ركيزة المشروع الأمريكي الصهيوني»؟

كيف يتحول المنفصل عن الواقع إلى رجل واقعي جدًا؟

عادي. جميعنا يتغير. الحاج علي عمار يتغير. غدًا ربما نراه حمامة سلام بيضاء ترفرف في سماء المنية وغدًا لا يستغربنّ أحد أن يقف ابراهيم الموسوي، بأناقة بريطانية، خطيبًا  في ساحة جونيه مناديًا بحصرية السلاح في يد الدولة.

وغدًا قد تعد قناة «المنار» وثائقيًا بعنوان «الجسر المقاوم من نجد إلى بير العبد» وغدًا سيُفاجأ المشاهدون بأن محمد رعد أصبح كبير المعلقين على قناة العربية.

وضع الشيخ حكواتي تصورًا لعلاقة لا يمكن للسعودية رفضها وحدد أساسًا متينًا لحوار «مبني على أن إسرائيل هي العدو وليست المقاومة، حوار يجنب الخلافات التي مرت في الماضي على الأقل في هذه المرحلة الاستثنائية».

ولمزيد من طمأنة الإخوان في المملكة أكد حكواتي «أن سلاح المقاومة وجهته العدو الإسرائيلي وليس لبنان ولا السعودية ولا أي مكان أو أي جهة في العالم» وهل تطمح السعودية إلى أكثر؟