ما سبب الارتفاع في معدلات السرّطان بين الشّباب حول العالم؟

ما سبب الارتفاع في معدلات السرّطان بين الشّباب حول العالم؟

1 تشرين الأول 2025

تبين دراسات طبية ارتفاعاً مقلقاً في معدلات الإصابة بالسرطان بين البالغين تحت سن الخمسين، في ظاهرة آخذة في التوسع عالمياً وتطال أنواعاً عدة من السرطان، من بينها سرطان الثدي والقولون والكلى والمعدة وفق ما أوردت “النيويورك تايمس”.

الدكتورة كيمرين راثميل، اختصاصية أورام الكلى ومديرة برنامج السرطان في جامعة ولاية أوهايو، كانت من أوائل من لاحظوا هذه الظاهرة قبل عقد من الزمن عندما استقبلت مريضاً يبلغ من العمر 18 عاماً مصاباً بسرطان كلى متقدم. تقول: “أدركت مؤخرًا أن ما كنت أراه لم يكن استثناءً، بل جزءاً من اتجاه عالمي متزايد”.

تقرير صادر عن المعهد الوطني الأميركي للسرطان أظهر أنّ الفترة بين 2010 و2019 شهدت ارتفاعاً في معدلات 14 نوعاً من السرطان لدى البالغين الأصغر سناً. وبرغم أن هذه السرطانات لا تزال نادرة نسبياً، فإن البيانات تشير إلى ارتفاع ثابت في الحالات، خاصة في الدول الصناعية.

ويُرجّح العلماء أن مجموعة من العوامل تقف وراء هذا الاتجاه، من بينها تغيرّات نمط الحياة في العقود الأخيرة مثل السمنة، قلة النشاط البدني، النظام الغذائي الغني بالسكريات والأطعمة المصنعة، بالإضافة إلى تأخر سن الإنجاب وتغيّر أنماط النوم والتعرض للمواد الكيميائية.

وفيما تشير بعض الدراسات إلى أن الفحص المبكر قد يفسر جزءاً من الزيادة، إلا أن الخبراء يؤكدون أن السبب الأساسي لا يزال غير واضح، وسط جهود بحثية متواصلة لفهم العلاقة بين البيئة والوراثة في نشأة السرطان.

وتُظهر البيانات أن الجينات وحدها ليست كافية لظهور السرطان، بل يتطلب الأمر بيئة ملائمة لنمو الخلايا السرطانية، ما يفتح المجال أمام فرص كبيرة للوقاية.

ويؤكّد العلماء أنّ تبني نمط حياة صحي يمكن أن يخفض خطر الإصابة بالسرطان بنسبة تصل إلى 40%، في ظل مؤشرات على أنّ الإصابة في سن مبكرة قد تكون نتيجة تراكميه لعوامل بيئية تمتد منذ الطفولة وحتى البلوغ.